شاركنا على الفيس بوك

الخميس، 30 ديسمبر 2010

من خواطري في رحلة الحج (4)

الحج قمة العبودية لله تعالى


إخواني الأحباب :

تأملت مناسك الحج جميعاً فوجدتها تدل على معني عظيم جداً أراد الله أن يوصله لعباده وهو معنى العبودية لله تعالى ، وإن كان هذا المعنى موجود في جميع عباداتنا إلا أنه يكون في قمته في الحج .


فبداية يخرج الحاج من بيته ويقطع المسافات الطويلة والشاقة حتى يصل إلى بيت الله الحرام كل هذا حتى يشعر الإنسان أن يضحي بماله ووقته وتعبه من أجل تلبية نداء الله .

ثم عندما يطوف بالبيت الحرام ويقبل الحجر الأسود عند الطواف لا يطوف حوله المسلم إلا تلبية لأمر ربه عز وجل فقد كان المشركون قبل الإسلام أيضاً يطوفون بالبيت ولكن نحن نطوف إيماناً وتصديقاً واتباعاً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يقبل الحج الأسود " والله إنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك " ، ونحن كذلك نفعل هذا امتثالاً لأمر الله واتباعاً لسنة المصطفى عليه السلام .

وعندما يسعى المسلم سبعاً بين الصفا والمروة فهو أيضاً يفعلها امتثالاً لأمر الله تعالى ، فقد كان المشركون أيضاً يسعون سبعاً بين الصفا والمروة غير أن الفارق هنا أننا نفعلها امتثالاً لأوامر الله ، والصحابة عندما فرض عليهم السعي شعروا بالحرج حيث أنهم كانوا يسعون بينهما وهم في الجاهلية فنزل قول الله تعالى " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " .

وكذلك في الحلق والوقوف بعرفة كلها أفعال كان المشركون يفعلوها قبل الإسلام إلا أننا نفعلها إمتثالاً لله تعالى .

نفعل هذا كله دون أن يعترض منا أحد أو يقول لماذا نفعل هذا بهذا الشكل وهذه الطريقة وهذه الكيفية لماذا نقف بعرفة في هذا اليوم بالذات وفي هذه الساعات تحديداً وإذا وقفنا في غيرها فكأننا لم نأت بالركن ، ولماذا نرمي في هذا التوقيت بالذات ولماذا هذا المكان كل هذه الأفعا نفعلها دون اعتراض أو تساؤل عن السبب .

إنني أرى في مناسك الحج قمة الإمتثال والخضوع لله عز وجل ، فبالرغم من كل هذه الشاقة والمحددة تحديداً دقيقاً إلا أن المسلم يفعلها وهو سعيد و مشتاق لأن يؤديها ويتمها على أكمل وجه كما أمر الله ، فنجد الشيخ العجوز الذي ربما وهو في بيته لا يستطيع الحراك ما إن يصل إلى البيت الحرام نجده قد استعاد قوته ونشاطه ويطوف حول البيت بحب واشتياق ،

فأي حب للخالق بعد هذا أن يبذل المسلم من ماله ومن تعبه ومن جهده حتى يصل إلى تنفيذ ما أمره الله به .

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته