شاركنا على الفيس بوك

السبت، 7 يناير 2012

أخي أنت حر

أخي أنت حر

للأستاذ / سيد قطب رحمه الله




أخي أنت حر وراء الســــــدود ..... أخي أنت حر بتلك القيـــود

إذا كنت بالله مستعصمــــــــــاً ..... فماذا يضيرك كيد العبيـــــد


أخي ستبيد جيوش الظــــــلام ..... ويشرق في الكون فجر جديد

فأطلق لروحك إشراقهــــــــــا ..... ترى الفجر يرمقنا من بعيد


أخي قد أصابك سهـم ذليــــــــل ..... وغدرا رماك ذراع كليــــل

يومـــــا فصـــــبر جميــــــــــل ..... ولم يدم بعد عرين الأسود


أخي قد سرت من يديك الدمـــاء ..... أبت أن تشل بقيد الإمـــاء

سترفــع قربانهــا للسمــــــــاء ..... مخضبة بوسام الخلـــــــود


أخي هل تراك سئمت الكفــــاح ..... وألقيت عن كاهليك السلاح

فمن للضحايا يواسي الجــــراح ..... ويرفع رايتها من جديـــــــد



أخي هل سمعت أنين التــــراب ..... تدك حصاه جيوش الخــراب

تمزق أحشاءه بالحــــــــراب ..... وتصفعه وهو صلب عنيـــــد


أخي إنني اليوم صلب المراس ..... أدك صخور الجبال الرواسي

غدا سأشيح بفأس الخـــلاص ..... رؤوس الأفاعي إلى أن تبيـد



سأثأر لكن لرب وديــــــــــن ..... وأمضي على سنتي في يقين

فإما غلى النصر فوق الأنــام ..... وإما إلى الله في الخالديـــــن


أخي إنني ماسئمت الكفـــــاح ..... ولا أنا ألقيت عني الســـلاح

وإن طوقتني جيوش الظـــــلام ..... فإني على ثقة بالصبـــــاح



وإني على ثقة من طريقـــــي ..... إلى الله رب السنا والشروق

فإن عافني السوق أو عاقني ..... فإني أمين لعهدي الوثيـــــق



أخي أخذوك على إثرنـــــــا ..... وفوج على إثر فوج جديـــــد

فإن أنا مت فإني شهيـــــــد ..... وأنت ستمضي بنصر جديـــد



قد اختارنا الله في دعوتـــــه ..... وإنا سنمضي على سنتـــــه

فمنا الذين قضوا نحبهــــــــم ..... ومنا الحفيظ على ذمتـــــــه



أخي فامض لاتلتفت للــوراء ..... طريقك قد خضبته الدمـــــاء

ولاتلتفت ههنا أو هنــــــاك ..... ولاتتطلع لغير السمـــــــــاء



فلسنا بطير مهيض الجنـــاح ..... ولن نستذل ولن نستبــــاح

وإني لأسمع صوت الدمــــاء ..... قوياً ينادي الكفاح الكفــاح



أخي إن ذرفت عليا الدموع ..... وبللت قبري بها في خشوع

فأوقد لهم من رفاتي الشموع ..... وسيروا بها نحو مجد تليد


أخي إن نمت نلقى أحبابنــــا ..... فروضات ربي أعدت لنـــا

وأطيارها رفرفت حولنــــــا ..... فطوبى لنا في ديار الخلود