شاركنا على الفيس بوك

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

بعد مرور ثلثي الإنتخابت المصرية

بعد مرور ثلثي الإنتخابات بمصر


بقلم : محمد سعد حميده

أهم و أخطر شئ في أي مجتمع هو المساس بهويته أو حتى التلميح مجرد التمليح بهذا المساس ، وأي مجتمع يشعر بحرب على هويته حتى و لو كانت حرب كلامية من الطبيعي ان يجنح هذا المجتمع الى اقصى اليمين كخيار سياسي شديد المحافظة على ثوابت المجتمع .

فعندما تنافس الاعلاميون في سؤال المرشحين حول الخمر و العري و القمار و الافلام الاباحية و كثرت تصريحات ساويرس و الكثير من الليبراليين عن المادة الثانية من الدستور و الشريعة الاسلامية فكان من الطبيعي ان يجنح المجتمع لاقصى اليمين و يختار السلفيين الذين نجحوا في اظهار انفسهم و كانهم اتوا لتوهم بالاسلام من الحجاز على ظهر جمل ابيض

بل اني رأيت و سمعت عشرات الشباب يفضلون ترشيح حازم ابو اسماعيل للرئاسة لانه الاكثر وضوحا و قطعية و صراحة في الرد على اسئلة المايوه و الخمر و السماح بقلة الادب

لم اكن أرى في مصر اي خطر يهدد هويتها الاسلامية و لكن الاثارة الاعلامية و الاعيب الغشومية السياسية انست الشعب قضية الحرية و العدالة الاجتماعية لتتقدم قضية الهوية الاسلامية ومصر في هذه الانتخابات اختارت طعمها و حددت هويتها

و نصيحة لعقلاء الليبراليين و ما اكثرهم لا تفرحوا باحراج المذيع لمرشح اسلامي بسؤال يتعلق بالخمر بل اتصلوا بالحلقة و اظهروا حرصكم التام على شعائر الاسلام و احترام الاخلاق العامة و هوية البلد

و نصيحة لعقلاء الاخوان و ما اكثرهم نشركم لتصريحات ساويرس و مهاجمتكم للتيارات الليبرالية و تهوينكم من مخاطر المجلس العسكري اشعر المجتمع بالخطر فلجأ لاقصى درجات الامان فاضطر لان يختار السلفيين على حسابكم

نصيحة لعقلاء السلفيين لديكم ميزة رائعة فحافظوا عليها هي التنوع الداخلي داخل التيار السلفي حافظوا على ميزتكم و اظهروا احترامكم للاراء الاخرى و المذاهب الاخرى في المجتمع و قدموا مصالح الناس على مصالحكم الحزبية و حافظوا على الحريات و موتوا في سبيلها فليس لاي دعوة مستقبل الا في بلد لا يظلم فيه احد و لهذا امر النبي صحابته بالهجرة الى ارض الحبشة التي لم تكن مسلمة و لكن حرة و عادلة

نصيحة للقوى السياسية الجديدة لقد حدث التوازن الذي كنا نتمناه ربما بين اليمين و اليمين الاكثر تشددا و لكنه في كل الاحوال ليس احتكار و في كل الاحوال اصبح في مصر ثلاث قوى متكافئة نسبيا يصعب تحالفها ضدكم (العسكر و الاخوان و السلفيين)

لنستغل فرصة الحرية التي ضحينا من اجلها بدمائنا و نقترب من رجل الشارع و نجمع الكيانات الصغيرة و الميكروسكوبية لنكون كيانات كبرى تعبر بصدق عن الجماهير العريضة من المصريين و عن التيار الرئيسي المصري الذي يهوى التدين بلا تشدد و يؤمن بالحرية بلا انفلات و يعشق الفنون و الاداب و يأمل في النهضة و يرجو سيادة القانون بغير قسوة


نصيحة للثوار اظهروا رغبتكم في الاستقرار فانتم من تطالبون بتسليم السلطة للمدنيين فانتم دعاة الاستقرار فلا تدعوا خصومكم يقلبوا الحق باطلا و الباطل حقا