شاركنا على الفيس بوك

الأحد، 30 أكتوبر 2011

ياراحلين إلى منى

ياراحلين إلى منى




كان الشوق إلى البقاع المقدسة يداعب الشيخ عبد الرحيم البرعي في حجه الأخير حينما أخذ محمولا على جمل، فلما قطع الصحراء مع الحج الشامي وأصبح على بعد خمسين ميلاً من المدينة هب النسيم رطباً عليلاً معطرا برائحة الأماكن المقدسة فازداد شوقه للوصول، لكن المرض أعاقه عن المأمول؛ فأنشأ قصيدة لفظ مع آخر بيت منها نفسه الأخير يقول فيها:

يا راحلين إلى منى بقيـــــــــادي **** هيجتموا يوم الرحيل فــــــؤادي

سرتم وسار دليلكم يا وحشتـــــي **** الشوق أقلقني وصوت الحــادي

وحرمتموا جفني المنام ببعدكـــــم **** يا ساكنين المنحنى والـــــوادي

ويلوح لي مابين زمزم والصفــــا **** عند المقام سمعت صوت منادي

ويقول لي يانائما جد السُــــــــرى**** عرفات تجلو كل قلب صــادي

من نال من عرفات نظرة ساعـــة *** نال السرور ونال كل مـــرادي

تالله ما أحلى المبيت على منــــى **** في ليل عيد أبرك الأعيــــــاد

ضحوا ضحاياهم ثم سال دماؤهــا **** وأنا المتيم قد نحرت فـــؤادي

لبسوا ثياب البيض شارات اللقاء **** وأنا الملوع قد لبست سوادي

يارب أنت وصلتهم صلني بهــــم **** فبحقهم يا رب فُك قيـــــــادي

فإذا وصلتم سالمين فبلغـــــــــوا **** مني السلام أُهيل ذاك الـوادي

قولوا لهم عبد الرحيم متيــــــــم **** ومفارق الأحبــــــاب والأولاد

صلى عليك الله يا علم الهــــدى **** ما سار ركب أو ترنم حـــادي