شاركنا على الفيس بوك

الجمعة، 29 يوليو 2011

فأحمرّ وجهها وابتسمت

فأحمرّ وجهها وابتسمت


ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة

وقال له: أريد أن أتزوج زينب ابنتك الكبرى

فقال له النبي : لا أفعل حتى أستأذنها .

ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب
ويقول لها: ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟


فاحمرّ وجهها وابتسمت


فخرج النبي . وتزوجت زينب أبا العاص بن الربيع ، لكي تبدأ قصة حب قوية.

وأنجبت منه علي وأمامة . ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي صلى الله عليه وسلم .

بينما كان أبو العاص مسافراً وحين عاد وجد زوجته أسلمت .

فدخل عليها من سفره ،

فقالت له : عندي لك خبر عظيم . فقام وتركها .

فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول : لقد بعث أبي نبياً وأنا أسلمت .
فقال: هلا أخبرتني أولاً ؟


وتطل في الأفق مشكلة خطيرة بينهما . مشكلة عقيدة .


قالت له : ما كنت لأُكذِّب أبي . وما كان أبي كذاباً . إنّه الصادق الأمين . ولست وحدي . لقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي ،

وأسلم ابن عمي ( علي بن أبي طالب ) ، وأسلم ابن عمتك ( عثمان بن عفان ) . وأسلم صديقك ( أبو بكر الصديق ) .

فقال: أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه ، وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته ، وما أباك بمتهم.

ثم قال لها : فهلا عذرت وقدّرت ؟

فقالت : ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا ؟ ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه .

ووفت بكلمتها له 20 سنة . ظل أبو العاص على كفره .

ثم جاءت الهجرة ، فذهبت زينب إلى النبي

وقالت : يا رسول الله .. أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي .

فقال النبي : أبق مع زوجك وأولادك .

وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر ،

وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش .

زوجها يحارب أباها . وكانت زينب تخاف هذه اللحظة .

فتبكي وتقول : اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي .

ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر ،

وتنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص بن الربيع ، وتذهب أخباره لمكة ،

فتسأل زينب : وماذا فعل أبي ؟

فقيل لها : انتصر المسلمون .

فتسجد شكراً لله .

ثم سألت : وماذا فعل زوجي ؟

فقالوا : أسره حموه .

فقالت : أرسل في فداء زوجي .

ولم يكن لديها شيئاً ثميناً تفتدي به زوجها، فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها ،

وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وكان النبي جالساً يتلقى الفدية ويطلق الأسرى ، وحين رأى عقد السيدة خديجة سأل : هذا فداء من ؟

قالوا : هذا فداء أبو العاص بن الربيع .

فبكى النبي وقال : هذا عقد خديجة.

ثم نهض وقال : أيها الناس .. إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهلا فككت أسره ؟

وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها ؟

فقالوا: نعم يا رسول الله .

فأعطاه النبي العقد ، ثم قال له : قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة .

ثم قال له : يا أبا العاص هل لك أن أساررك ؟

ثم تنحى به جانباً وقال له : يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكافر ، فهلا رددت إلى ابنتي ؟

فقال : نعم .

وخرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة ،

فقال لها حين رآها : إنّي راحل . فقالت: إلى أين ؟

قال : لست أنا الذي سيرتحل ، ولكن أنت سترحلين إلى أبيك .

فقالت : لم ؟

قال: للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك .

فقالت : فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم ؟

فقال : لا .

فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة .

وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات ، وكانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها .


وبعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة من مكة إلى الشام ،


وأثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة. فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر ،

فسألته حين رأته : أجئت مسلماً ؟

قال : بل جئت هارباً .

فقالت : فهل لك إلى أنْ تُسلم ؟

فقال : لا .

قالت : فلا تخف . مرحباً بابن الخالة . مرحباً بأبي علي و أمامة .

وبعد أن أمّ النبي المسلمين في صلاة الفجر ، إذا بصوت يأتي من آخر المسجد :

قد أجرت أبو العاص بن الربيع .

فقال النبي : هل سمعتم ما سمعت ؟

قالوا : نعم يا رسول الله

قالت زينب : يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله .

فوقف النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال : يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهراً .

وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي .

فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده ، فهذا أحب إلي . وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه .

فقال الناس : بل نعطه ماله يا رسول الله .

فقال النبي : قد أجرنا من أجرت يا زينب .

ثم ذهب إليها عند بيتها

وقال لها : يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال ، ولكن لا يقربنك ، فإنّه لا يحل لك .

فقالت : نعم يا رسول الله .

فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع : يا أبا العاص أهان عليك فراقنا .

هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا .

قال : لا .

وأخذ ماله وعاد إلى مكة . وعند وصوله إلى مكة وقف

وقال : أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء ؟

فقالوا : جزاك الله خيراً وفيت أحسن الوفاء .

قال : فإنّي أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .

ثم دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي

وقال : يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .

وقال أبو العاص بن الربيع : يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب ؟

فأخذه النبي وقال : تعال معي .

ووقف على بيت زينب وطرق الباب وقال:

يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين ؟


فأحمرّ وجهها وابتسمت.


وبعد سنه من هذه الواقعة ماتت زينب


فبكاها أبو العاص بكاء شديداً حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه،

فيقول له: والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب.

ومات بعد سنه من موت زينب