مشاعر الملبين
إخواني الكرام
مع خاطرتي الثانية من خواطر رحلتي للحج وأتحدث فيها عن مشاعري وأنا ألبي نداء ربي بالحج ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك لبيك ) .
ما إن أنتهينا من لبس ملا بس الإحرام تلك الملابس التي تذكر الإنسان دائماً بكفنه وهو حين يلبسها ملبياً نداء الله يتذكر يوم أن يموت ويكفن في ملابس شديدة الشبه من ملابس الإحرام ويذهب إلى ربه لكي يحاسب على ما قدم من أعمال .
وبعد لبس الإحرام والبدء بالتلبية يجتاح الإنسان شعور غريب وهو يقول ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) ، شعور وكأنك تجري نحو ربك وتقول له لقد أتيت إليك يارب متجرداً من كل متاع الدنيا وزينتها ، أتيتك يارب تنفيذاً لأمرك ورجاء رضاك وعفوك ، لم آت لشئ سواك يارب .
تشعر في التلبية بمعنى التجرد التام لله عزوجل ، لا ترجو أحداً سواه ولا تنتظر شيئاً ممن عداه سبحانه وتعالى ، لقد قطعت كل هذه المسافات وبذلت كل هذا التعب والمشقة من أجل إجابة دعوتك أنت يارب .
شعور جميل جداً أن تتعب من أجل الله ، شعور رائع أن تتخلى عن كل مافي الدنيا من أجل ربك وحده الذي خلقك ، تضحي بكل ملذات الدنيا من أجل رضا ربك .
كل هذه المشاعر جاءتني فور إحرامي وندائي لربي لبيك اللهم لبيك .
فهل يا إخواني عندما نعود إلى الدنيا بعد الحج نستطيع أن نستحضر مثل هذه المشاعر حين نتخلى عن شهواتنا ونقوم لنبلبي نداء ربنا في الصلاة حين يؤذن المؤذن الله اكبر مثلاً ، وهكذا في كل نداء من ربنا و هو ينادي علينا ( ففروا إلى الله ) هل نستطيع أن نخلص أعمالنا ونجعلها كلها لله وحده .
أنصح نفسي أولاً أن نعمل على أن نلبي نداء ربنا على الفور وأن نخلص له وحده سبحانه الأعمال كلها .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته