شاركنا على الفيس بوك

الأحد، 19 سبتمبر 2010

الإتزان الإنفعالي للمربي

الإتزان الإنفعالي للمربي


الاتزان الانفعالي للمربى هو :ـ أن يكون لديه القدرة على التحكم في انفعالاته فلا تظهر بشده سواءً انفعالات الغضب أو الغيرة أو الفرح أو الحب ويظهر بدلاً عنها الحلم وكظم الغيظ وعدم الاهتمام بصغائر الأمور ونحو ذلك .

وقد يتضح ذلك المعنى بتوضيح ضده فالاتزان الانفعالي عكس الاضطراب الانفعالي وهذا الأخير حالة تكون فيها ردود الفعل الانفعالية غير مناسبة لمثيرها بالزيادة أو بالنقصان ، فالخوف الشديد كاستجابة لمثير مخيف حقا لا يعتبر اضطراباً انفعالياً بل يعتبر استجابة انفعالية عادية و ضرورية للمحافظة على الحياة ، أما الخوف الشديد من مثير غير مخيف فانه يعتبر اضطراباً انفعالياً.

والاتزان الانفعالي سمة يتميز بها من يتصف بقوة الشخصية وبصحة نفسية جيدة، وتظهر وقت التعامل مع الضغوط و الأزمات .

فالمربى الفعال هو الذي يحتفظ بتحكم انفعالي متميز ، فهو لا يدع فرصة للغضب أن يتملكه ، ولا يعطى أحكاما سريعة للمواقف المختلفة ، بل هو أمام هذه المواقف هادئ مترو في الحكم عليها ولا يصدر حكمه إلا بعد أن يتفحص جيدا متغيرات كل مواقف.

والاتزان الانفعالي صفة هامة فى المربى الواعي الناضج فيظل دائما في حالة استقرار نفسي و سلوكي و لا يصدر منه اى فعل أو رد فعل يترتب عليه فشل في العملية التربوية، ولذا عندما سأل أحد الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعظه ، فقال عليه الصلاة والسلام : لا تغضب لا تغضب وفى حديث آخر عن الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام : " ليس الشديد بالصرعة ( أي بقوة البدن ) وإنما الشديد من تملك نفسه ساعة الغضب. "

ويشكّل الاتزان الانفعالي منعطفا جليا في النفس البشرية ولذا تجد لدى البعض مهارة إتقانه والبعض الآخر لا يستطيع إتقانه ، ومن وُهب اتزانا عقلانيا و عاطفيا لا تستمليه الأهواء ولا تتكئ على أرضية واقعه الخيالات.

وقد أطلق عليها في القرآن و السنة اصطلاح مجاهدة النفس ونهي النفس عن الهوى..
ويشير الدكتور محمد محروس الشناوي إلى مجاهدة النفس أنها عملية مستمرة يعدل بها الفرد من سلوكياته بمنع نفسه من الاستجابة الموجودة في البيئة بأفعال تخالف الدين والعرف. فالنفس البشرية التي اعتادت على أن تقود صاحبها ولا يقودها فسيظل يتبعها وليس لديه أي سيطرة على كبح جماحها ( فالسيارة التي تعطلت فراملها أثناء سرعة قوية لا تستطيع إيقافها عند الضغط على فراملها ولن تستطيع السيطرة عليها لتنجو من خطر الحوادث فالأمر مصيره إلى الهلاك).


الاتزان الانفعالي للمربى في الموقف التربوي حالة تتميز بالسمات التالية :-

– ألا تثير المربى مثيرات تافهة وأن يتخلص من الميول الصبيانية كالأنانية والخوف من المسؤولية.
– أن يعبر المربى عن انفعالاته بصورة متزنة.
- القدرة على ضبط النفس في المواقف التي تثير الانفعالات و عدم التهور.
– الثبات المزاجي وعدم التذبذب لأسباب تافهة بين الحزن والفرح.


ولنا في تاريخنا الإسلامي الكثير من المواقف التي يتضح فيها مدى قدرة المؤمن الداعية على التحلي بتلك السمة و كيف أنها تؤثر في إدارة المواقف الحرجة التي يمر بها الدعاة.

- الاتزان الانفعالي لرسولنا الكريم في غزوة أحد.
- الاتزان الانفعالي لسيدنا إبراهيم حين ألقى في النار.
- الاتزان الانفعالي لسيدنا يونس و هو في بطن الحوت.
- الاتزان الانفعالي لسيدنا موسى عند ملاحقة فرعون و جنوده له.
- الاتزان الانفعالي للصاحبى الجليل أبو بكر الصديق عند وفاة الرسول.
- الاتزان الانفعالي لسيدنا خالد بن الوليد في معركة مؤتة.


كيف تكون مربى يتميز بالاتزان الانفعالي ؟

– حافظ على وضوءك دائما.
- لا تنسى ذكر الله )) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) سورة الرعد فذكر الله يجعل قلبا دائما هادئا مطمئنا سريع بعيد كل البعد عن الاضطرابات الانفعالية.
- نفّس عن انفعالاتك بأعمال مفيدة ( ممارسة الرياضة – قراءات متنوعة).
– حوّل انتباهك لأشياء أخرى .
– ابعث حالة من الاسترخاء في نفسك .
– تعلم أن تنظر إلى العالم نظرة مرحة .
– تجنب البت في أمورك الهامة أثناء الانفعال .
– تجنب المواقف التي تثير انفعالك إذا عجزت عن ضبط انفعالك.


الآثار السلبية للاضطراب الانفعالي على أداء المربى :-

* إن الانفعال المعتدل ينشط التفكير والعمليات العقلية والحركة ويزيد الميل لمواصلة العمل أما الانفعالات الشديدة تشل السيطرة على الإرادة ،وتؤثر على جميع العمليات العقلية تأثيرا سلبيا فتجعل المربى في حالة عدم سيطرة على انفعالاته مما ينتج عنه سلوكيات وأفعال تقلل من كفاءته في أداء الدور المنوط به.
* الاضطراب الانفعالي يشوه إدراك المربى لحقيقة الموقف و يعوق الاتصال بينه و بين الفرد المتربي.
* الاضطراب الانفعالي يعوق التفكير الهادئ وتجعله يدور حول فكرة واحدة هي موضوع الانفعال.
* الاضطراب الانفعالي يؤدى إلى استهلاك الطاقة اللازمة للنشاط حيث تستنفد في قمع الانفعال .
* الاضطراب الانفعالي يوجد فجوة بين المربى و الفرد المربى.

أعراض عدم الاتزان الانفعالي:-

* السلوك الاندفاعي.
* ثورات الغضب والتهيج الانفعالي العام.
* الاستجابات السلوكية غير المتسقة مع المثيرات المنشطة.
* الحساسية المفرطة.
* عدم تقبل النقد.
* اضطراب الانفعالات والمشاعر.
* عدم القدرة علي التسامح.
* التغير الدائم غير المبرر في الحالة المزاجية.
* الاعتماد الزائد علي الآخرين.
* الرغبة في الإشباع الفوري المباشر للاحتياجات.
* التمركز حول الذات.
* الحساسية لأحاسيس الآخرين.


سمات المربى الذي يتمتع بالاتزان الانفعالي : -

* القدرة علي أن يُحِبْ وأن يُحَبْ.
* القدرة علي مواجهة الواقع والتعامل الإيجابي معه.
* الاهتمام بالعطاء بقدر الاهتمام بالأخذ وربما أكثر.
* القدرة علي الارتباط والانفتاح الإيجابي علي خبرات الحياة المختلقة.
* القدرة علي التعلم من الخبرات و التجارب.
* القدرة علي تقبل وتحمل الإحباط.
* القدرة على التعامل الإيجابي مع مشاعر العدوان.
* التحرر النسبي من أعراض التوتر.
* القدرة على حل المشكلات.
* قبول الاختلاف والبعد عن التعصب.
* الدافعية للإنجاز.
* القدرة على العمل الجماعي.

طرق تحسين الاتزان الانفعالي لدى المربى : -

* اسعي بكل أمانة إلي معرفة ردود أفعال الآخرين تجاه تصرفاتك و كن موضوعيًا وانظر إلي نفسك كما يراك الآخرون
* تجنب الأنانية وحب الذات.
* لا تحاول السيطرة علي الآخرين.
* تحمل مسئولية انفعالاتك وسعادتك الشخصية.
* اختبر وتحقق من انفعالاتك بدلاً من التوجه المباشر للحكم علي أفعال ودوافع الآخرين.
* اكتسب مهارات التوافق أو المواجهة أو التعامل الإيجابي مع مختلف الحالات المزاجية.
* تعلم الاسترخاء والهدوء النفسي والبدني عندما تجتاحك الانفعالات السلبية أو الإيجابية الشديدة.
* استمع ضعف ما تتحدث.
* انتبه إلي التواصل غير اللفظي. فنحن نتواصل بكامل تكوينا البدني والنفسي. راقب الوجه،أنصت إلي نبرة الصوت،ولاحظ لغة الجسد.
* كن علي قناعة بان تحسين نضجك الانفعالي يحتاج إلي ممارسة وقت وصبر.



المصدر / الملتقى