شاركنا على الفيس بوك

الأحد، 12 سبتمبر 2010

لنكن ربانيين لا رمضانيين



ها هو رمضـان قد انتهى فمن كان يعبد رمضان فإن رمضان قد فات ومن كان يعبد الله فإن الله حى لا يمـوت لقد انتهى شهر الصيام انتهى شهر القيام والقرآن انتهى شهر البر والجود والإحسان ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر فليت شعرى من المقبول منا فى رمضان فنهنيه ومن من المطرود المحروم منا فنعزيه .

فيا عين جودى بالدمـع من أسف على فراق ليالـى ذات أنـوارِ
على ليالى لشهر الصـوم ما جعلت إلا لتمحيـص آثــام وأوزارِ
ما كـان أحسننا والشمل مجتمـع منا المصلى و منا القانط القارى
فابكوا على ما مضى فى الشهر و اغتنموا ما قد بقى إخوانى من فضل أعمارى
نعم فضل شهر رمضـان على سائر الشهور والأزمان واختصه بكثير من رحماته وبركاته ويسر الله فيه الطاعة لعباده مما لا يحتـاج إلى دليل أو برهـان نرى المسلمين فى رمضان ينطلقون بأريحية ويسر إلى طاعة الرحيم الرحمن جل وعـلا، ولم لا ؟! وقد غُلِّقت أبـواب الجحيم وفتحت أبـواب النعيم وغـل فيه مـردة الجن والشياطين .


نرى الناس تقبل على طاعة الله وعبادته بأريحية عجيبة ولكن وللأسف الشديد نرى كثـيراً ممن عطروا بأنفاسهم الذكية المساجـد فى رمضان يعرضون عن طاعة الله رب البرية بعد رمضان، وكأنهم فى رمضان يعبدون ربا أخر .

حرص الكثير على قراءه القرآن فى شهر القرآن وختمه ربما أكثر من مرة إن القـرآن حياة القلوب والأرواح القرآن حياة النفوس والصدور القرآن حياة الأبدان القرآن شراب النفس وطعامها فهل يستغن مؤمن عن روحه ؟! هل يستغن مؤمن عن أصل حياته إن القرآن يهدى للتى هى أقوم فلا تضيعوا هذا الطريق ولا تنصرفوا عنها .

إن طرف القـرآن بيد الله وإن طرفه أيديكم فإذا تمسكتم بهذا الحبل المتين لن تضلوا ولن تهلكوا أبداً وهـل يستغنى أحد عن أن يكلمه الله فى اليوم مرات فمن أراد أن يكلم الله فليدخل فى الصلاة ومن أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرآن وهل تستغنى عن ربك أيها الموحد ؟! لا تضيع القرآن بعد رمضان ،واعلم أن الله قد مَنَّ عليك بالقرآن فى رمضان فجعلت لنفسك ورداً يومياً فلماذا بعد رمضان تركت هـذا الورد ووضعت المصحف فى علبته كأنك لن تحتاج إليه إلا فى رمضان المقبل ؟!

إذا كنت تحافظ على الأذكار والاستغفار فى رمضان فهل تستغن عن هذا الزاد بقية العام إن الذكر شفاء من الأسـقام ومرضاة للرحمن ومطردة للشيطان فرطب لسانك دوماً بذكـر الرحيم الرحمـن جل وعلا .

فاذكر الله جلا وعـلا لتكون دوماً فى معيته سبحانه وتعالى والمعية نوعان : معية عامة ومعية خاصة أما المعية العامة فهى معية العلم والمراقبة والإحاطة والمعية الخاصة فهى معية الحفظ والنصر والعـون والمدد والتأييد ، فهل تستغن أيها المؤمن عن معية الله جل وعلا ؟!! فإذا أردت ذلك فداوم على الذكر ولا تضيع هذا النور أبداً
فى رمضـان وُفقنا بفضل الله ورحمته ومنته إلى صـلاة التراويح والقيام فلماذا لا تستمر على هذا الدرب المنير ؟.. لماذا تضيع القيام بالليل

ما منا أحد إلا وتاب وأناب إلى الله فى رمضان فهل معنى ذلك أنه إذا انتهى رمضان انتهى زمن التوبة ولا نحتاج إلى توبة وأوبة إلى الله جل وعلا ؟!

وانظر إلى حال الكثير من المسلمين تجد أن الكثير منهم ينفلتون يوم العيد إلى المعاصى والشهوات وكأنهم كانـوا فى سجن وبمجرد أن تم الإفـراج عنهم مغرب اليوم الأخـير من رمضان انطلقوا وكأنهم خرجـوا من هذا السجن وسرعان ما انكبوا على أنواع المعاصى والشهوات كجائع انكب على الطعام من شدة الجـوع الذى أَلَمَّ به ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ذلك ليس بحال المؤمن الموحـد فإن المؤمن الموحـد عمره كله عنده عبادة لرب الأرض والسماوات فتجـده ينتقل من عبودية إلى عبودية ومن طاعـة إلى طاعة ومن فضل إلى فضل لذا يجب عليك أن تكون دائماً فى عبودية حـتى تلقى رب البرية ،

أخيرا ذقت حلاوة الإيمان وعرفت طعم الإيمان عرفت هذا فى رمضان ما منا من أحد صام وقام رمضـان وقام ليلة القـدر إلا وذاق هذه الحلاوة حلاوة شرح الصدر وسرور القلب عرفت فالزم الزم هذا الضرب المنير واستقم على هذا الصراط المستقيم ففى الصحيحين من حديث عائشة رضى الله عنها أن النبى صل الله عليه وسلم قال : (( يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا . وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل )) .

ونهاية أخى الكريم أختى الكريمة ليكن شعارنا من الآن ربانيون لا رمضانيون ولنستعن بالله ولندعوه على الثبات على الطاعة بعد شهر رمضان .


المصدر : مدونة د / أبومروان