سيارة الدعوة ( الحلقة الأخيرة )
نظرا إليه وقالا في صوتٍ واحد :
اذن ..
فلنوقظه الآن ...
ولكن ..
هؤلاء الذين قفزوا .. ما حالهم ؟؟
الشاب : لا تشغل بالك بهم ..
عينهم على السيـارة
فقط أصلحها ......
وسيعودون !
السائق :
- وان لم يعودوا ..
- لا بأس ، الارتباط بسيارتنا يا سيدي – ليس كزواج الكاثوليك – لا فكاك منه ، كل ما يعنيني هو أنهم يعرفون جيدًا أين نقصد ، لعلّ منهم من يختصر الطريق أو يشقّ لنا طريقًا لم نكن نراه .
أنت يا سيدي – أورثتهم مباديء السير ، وشرحت لهم معالم الطريق – ثق أنهم سيولون وجههم شطر مقصدنا ، وان اختلف الطريق !
السائق : قد يضلّون !
الشاب : صحيح .. أو لربما يجدون طريقًا جديدًا ، قليل العقبات فيرشدوننا إليه !
دعنا نفكر أولا ...في إصلاح السيارة ، فهي ما يشغلنا الآن .
السائق : إذن نوقظ النيام ، فلعل منهم من يساعد .
على المقعد الخلفي يصطفّ النيام ،..
بادر كليهما .. الشاب والسائق الوقور إليهم فأيقظوهم جميعًا ..
الشاب الى أحدهم :
كيف حالك يا باشمهندس ..
المهندس : لله الحمد ، هل حدث شيء ؟؟!
الشاب : لا ، لكن نحتاج إليك لتحديث بعض أجزاء السيارة ، فهل تساعدنا ؟
المهندس بكل فرح : بارك الله لكم ، لقد بحّ صوتي طويلاً وأنا أناديكم ، ليتكم سمعتم منذ البداية .
السائق الوقور : لا بأس يا بني ، يقولون .. ما تأخّر من بدأ ، المهمّ دعنا نبدأ الآن – فمهمة إصلاح السيارة ليست بالأمر الهيّن .
خرجوا لبعض الوقت .. خارج حدود السيارة ، النظر إلى السيارة من الخارج يختلف كثيرًا عمن يراها من الداخل !!
الآن يكون الإصلاح شاملاً .. وأيضًا .... على بصيرة .
من الخارج .. كان الصدأ يغطي الكثير من الأجزاء التي طالما كنا نظنّها جديدة ، ، كالعادة-الزمان يلعب دوره .
بادروا جميعًا بتقسيم أنفسهم لعدة فرق ، كلٌ حَسْب ما يتقن .. واختار كلّ منهم مكانه بنفسه..
بدأوا في تفكيك الأجزاء وتجليتها وإعادة صبغها ،
فرقة من ذوي السواعد ..تولت مهمة تفكيك المقاعد .
وفرقة من أرباب العمل بادرت بتجليتها وإعادة صبغها .
وفرقة أخرى من ذوي المهارة قامت بعمل بعض التصميمات الجمالية لاضفاء الجمال الى شكلها الخارجي .
والبعض الآخر يدور في محيط السيارة – ينظر بعين الخبير إلى عملية الإصلاح ويوجّه كل فريق إلى مهامه الجديدة .
والآن ..
جاء دور المهندس
طلب السفر لفترة قصيرة للاطلاع على احدث التقنيات التي تناسب وضع سيارتنا ، اختار الأفضل منها ، ثمّ عاد به .
قام بتفكيك الموتور القديم ، وركّب الموتور الأحدث ، ثمّ أعادوا جميعًا تجميع أجزاء السيارة..
الآن نظر إليها الجميع ..
الشكل اختلف – لا شكّ
فقدت شكلها القديم الذي طالما أحببناه وارتبطنا به واطمأننّا إليه !
أحسّوا جميعًا ببعض الضيق والحزن – فالشكل القديم آسر والتغيير الجديد لم يقيّم بعد في ضوء التجربة
والقافزون عنها ينظرون ، فاتهم الحظّ في إصلاحها – لا شكّ
لكن من يدري !
لعلّ لهم دور لم يفصح عنه حاجب الزمن بعد!
وحان وقت التجربة ..
هل ستنطلق السيارة بنجاح ؟؟
أم أن فقدها لشكلها ورونقها القديم سيؤثّر سلبًا على مسيرتها ؟؟؟
والقافزون عنها ، هل سيمهدون لها الطريق أم تغلبهم دنياهم فينصرفون عنها ويولوا وجههم شطر الشواغل الدنيا ؟؟