سيارة الدعوة ( الحلقة الأولي )
قال لي : ما أقعدك عن العمل وقد بدت عليك قبلاً أمارات الريادة ؟؟
قلت : لم أجد منكم من يملك عود الثقاب .. فظلت الشعلة كامنة !
قال : أوقد نفسك !!
قلت : أصعب ما في الرحلة الإقلاع ! فهل تسلّم الدفّة لطيار مبتدئ - ثم تنتظر سلامة الإقلاع وسلامة الوصول ؟
قال لي : أين تحبّ العمل ؟
قلت : قلت له في الأمام وفي الخلف وبين الصفوف ! كل الأماكن ناسبتني غير أني حتى الآن (عــاطل) .
قال لي : صف نفسك ..
قلت له : أعرف رجلاً يعرف كل شيء ولا يفعل أي شيء !!
قال : ما منعك ؟
قلت له : ما أعرفه أنّه لم تمنعه ذنوبه وحدها !
قال : فماذا ؟
قلت : ركب شاب في مثل عمري .. سيارة مرسيدس طراز 28 .. كانت والحقّ يقال لامعة ، نظيفة ، إلا أن بها عيب واحد !!
قال : فما ؟؟؟
قلت : الموتور يا سيّدي ..قديم .. متهالك ..يسير بسرعة 60 كيلو !!
قال : والحلّ ؟؟
قلت : بعض الناس اختار أن يقفز من السيارة وقد ضايقته ببطئها !
والبعض سلّم لأمر الله ونام في المقعد الخلفي !!
والبعض الآخر ظلّ يفكّر ويفكّر ويفكّر .....
قال صاحبي :
حيّرتني ..
هلاّ أكملت قصتك ..
قلت : بلى ..
بعض الناس اختار أن يقفز من السيارة وقد ضايقته ببطئها !
والبعض سلّم لأمر الله ونام في المقعد الخلفي !!
والبعض الآخر ظلّ يفكّر ويفكّر ويفكّر .....
كان من بينهم شاب - كثير الصمت دائم التفكير . .
نظر إلى قائد السيّارة ، فإذا هو رجلٌ خطّه الشيب ، وعلى وجهه يرتسم الوقار -وخبرة السنين .
قال له : سيّدي .. قيادتك رائعة ،هادئة ، متّزنة ، في غاية الحكمة ، تبعث على الثقة .
نظر إليه السائق بارتياح وعلت وجهه بسمة - قبل أن يستطرد الشاب قائلاً :
نكمل الحلقة القادمة إن شاء الله .