شاركنا على الفيس بوك

الاثنين، 28 يونيو 2010

سيارة الدعوة - قصة جميلة معبرة


سيارة الدعوة ( الحلقة الثانية )



قال له : سيّدي .. قيادتك رائعة ، هادئة ، متّزنة ، في غاية الحكمة ، تبعث على الثقة .

نظر إليه السائق بارتياح وعلت وجهه بسمة - قبل أن يستطرد الشاب قائلاً :

غير أنّ بعض الأمور - سيّدي - لا يمكن تداركها - فقط - بحكمة القيادة !!

تجهّم وجه السائق قليلاً ، وبدت عليه علامات الحيرة :

كيف يا بنيّ ؟؟

هل خانني طول العمر وضعف النظر ... فأخطأت الطريق ؟؟؟ ردّ الشاب :

طريقك يا سيدي - سليم ....

وجهتك واضحة ، وقصدك معروف .

رؤيتك للطريق واضحة - رغم الضباب المحيط . .

سيّدي ..

ليس عندي أدنى شكّ في قدرتك على الوصول حيث نريد ، ولكن السؤال .. هل سنصل سيّدي في الوقت الأنسب ؟؟؟

إن وثقت سيدي في قدرتك على القيادة فهل تثق في هذه الآلة العتيقة التي تركب ؟ أم أنها بحاجة إلى إعادة النظر ؟؟؟

أوقف السائق السيارة - قليلاً - وقد شغله الكلام ..

لا بأس من الوقوف - لبعض الوقت ، لعل الكلام يتضح ، وان كان من خطأ يُتَدارَك .
سلامة الوصول من سلامة الإقلاع !

قال الشاب في ارتياح :

بارك الله لك سيّدي ...

الآن ..

نبدأ الكلام ....

السائق الحكيم يتابع باهتمام ، والشاب يتابع في حماس :

الموتور يا سيّدي ..قديم ، والمقاعد ضيّقة - لم تعد تستوعب الكثير من راغبي الركوب !!

السائق : والعمل يا بنيّ ؟؟ - إصلاح الموتور أمر عسير على مثلي - يحتاج إلى ذي العلم والتخصّص وفوق هذا توسعة المقاعد أو استبدالها بغيرها يحتاج إلى ذي الساعد الفتيّ .. فأنّى لي بمثله والحال كما ترى ؟؟

تبسم الشاب ابتسامةَ ذات معنى ، وغمز بعينه إلى المقعد الخلفي وقال :

ذاك النــائم بالخــلف !!!!


ردّد السائق في شكّ :

يا للعجب !!

النائم بالخلف ؟؟! .. كيف يا بنيّ ؟؟ ، انّه لم يصحُ إلا للحظات منذ بداية رحلتنا !

الشاب :
ولمَ العجب ؟

إنه لم يجد ما يناسبه من عمل ..

قد يكون نبّهك كثيرًا يا سيدي في بداية الرحلة غير أن صوته لم يصلك

لعل الضوضاء غلبت ، فلم تتنبّه له ........ فنــــام !



لعلّه لا يعرف من نفسه ما أعرف عنه - بحكم صداقتي له واقتراني به !

ولعله- يا سيّدي - لا يجيد التعبير عما لديه وعمّا يستطيع أن يقدمه !!!

أومأ السائق برأسه وقد بدا يتفهّم ما يلوّح إليه الشاب ..

ثمّ قال:

إذن .. لعلّنا أخطأنا أن لم نتوقّف ونبحث عن مثله .

ولعله هو الآخر أخطأ - فنام واستسلم - فلم يصلنا منه صوت .

نظرا إليه وقالا في صوتٍ واحد :

اذن ..

فلنوقظه الآن ...


نستكمل الحلقة القادمة