شاركنا على الفيس بوك

الأحد، 24 أكتوبر 2010

هل ستشرب من نهر المجانين ؟

هل ستشرب من نهر المجانين ؟


يحكى أن طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة .. فصار الناس كلما شرب منهم أحد من النهر يصاب بالجنون .. وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ..

واجه الملك الطاعون وحارب الجنون .. حتى إذا ما أتى صباح يوم استيقظ الملك وإذا الملكة قد جنت .. وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!

نادى الملك بالوزير : يا وزير الملكة جنت أين كان الحرس ..

الوزير : قد جن الحرس يا مولاي

الملك : إذن اطلب الطبيب فوراً

الوزير : قد جن الطبيب يا مولاي

الملك : ما هذا ، من بقي في هذه المدينة لم يجن ؟

رد الوزير : للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وأنا

الملك : يا الله أأحكم مدينة من المجانين

الوزير : عذراً يا مولاي ، فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء .. ويدعون بأنه لا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا

الملك : ما هذا الهراء ! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون !

الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون !!


لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب .. ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن .. هم الأغلبية .. هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة .. هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون

هنا قال الملك : يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون ...

إن الجنون أن تظل عاقلا في دنيا المجانين !!

بالتأكيد الخيار صعب ..


عندما تنفرد بقناعة تختلف عن كل قناعات الآخرين ..

عندما يكون سقف طموحك مرتفع جداً عن الواقع المحيط ..

هل ستسلم للآخرين .. تخضع للواقع ... وتشرب الكأس ؟

هل قال لك أحدهم : معقولة فلان وفلان وفلان كلهم على خطأ وأنت وحدك الصح !..

إذا وجه إليك هذا الكلام فاعلم أنه عرض عليك لتشرب من الكأس

عندما تدخل مجال العمل بكل طموح وطاقة وإنجاز ..

وتجد زميلك الذي يأتي متأخرا وانجازه متواضع يتقدم ويترقى وأنت في محلك ..

هل يتوقف طموحك .. وتقلل انجازك ... وتشرب الكأس؟

أحياناً يجري الله الحق على لسان شخص غير متوقع ..

مرت طفلة صغيرة مع أمها على شاحنه محشورة في نفق .. ورجال الإطفاء والشرطة حولها يحاولون عاجزين إخراجها من النفق ..

قالت الطفلة لأمها .. أنا اعرف كيف تخرج الشاحنة من النفق !

استنكرت الأم وردت معقولة كل الاطفائيين والشرطة غير قادرين وأنت قادرة ! ولم تعط أي اهتمام ولم تكلف نفسها بسماع فكرة طفلتها ..

تقدمت الطفلة لضابط المطافئ : سيدي افرغوا بعض الهواء من عجلات الشاحنة وستمر !

وفعلا مرت الشاحنة وحلت المشكلة .. وعندما استدعى عمدة المدينة البنت لتكريمها .. كانت الأم بجانبها وقت التكريم والتصوير !..!

وأحيانا لا يكتشف الناس الحق إلا بعد مرور سنوات طويلة على صاحب الرأي المنفرد ..

غاليلوا الذي أثبت أن الأرض كروية لم يصدقه أحد .. وسجن حتى مات ! وبعد 350 سنة من موته اكتشف العالم أن الأرض كروية بالفعل .. وأن غاليليو كان العاقل الوحيد في هذا العالم في ذلك الوقت ...

الأمر كله يعتمد على إيمانك بالقضية وثقتك في نفسك وثقتك في الاخرين من حولك ..

والآن السؤال موجه لك أنت .. إذا عرض عليك الكأس .. هل تفضل أن تكون مجنونا مع الناس ! أو تكون عاقلا وحدك.؟؟؟؟؟

الجمعة، 22 أكتوبر 2010

هل يكفل الإسلام للإنسان حريته الدينية ؟

السياسي والمواطن

الخميس، 21 أكتوبر 2010

نشيد هل يملك بيعك ياوطني في هذا العالم إنسان ؟

هل يملك بيعك ياوطني في هذا العالم إنسان ؟


هل يملك بيعك يا وطني ... في هذا العالم إنسان؟

هل يملك بيعك أقزام ... قد قاد خطاهم شيطان؟!

في هذا العصر وكم فيه ... يا وطني نذل وجبان

الشعب سيسحقه يوماً ... فالشعب الثائر نيران

فالحق وربي منتصر .... ونصيب الباطل خذلان


*****

قد نسمع عن بيع ضمير ... تتنافس فيه الأثمان

أو بيع رقيق في الماضي ... تتحدث عنه الأزمان

قد نسمع عن ذمم رخصت ... ونفوس هانت وتهان

لم نسمع بالأمة هانت ... أو سكتت وهي البركان!!


*****

قد نسمع عن ملك باغٍ ... وبيده الصولة والشان

وزعيم في الوهم غريق ... الماء لديه وظمآن

ووجوه لطخها عار ... وعيون فيها النكران

فإلى من خانك يا وطني ... ستعد تعد الأكفان!!


******

فالشعب الحر بثورته ... بركان ثار وطوفان

يتحدى كل مؤامرة ... فسلاح الشعب الإيمان

لن يفلت من يده جانٍ ... موتور النفس وخوّان

وغداً سيموت ببطاله ... ويموت يموت العدوان

******

وغداً ستعود فلسطين ... ويعود بنوها الشجعان

ويعود الحقل وفلاح ... وربيع حلو فتّان

وتعود طيور وزهور ... وتعود رياض وجنان

وسلام نحن سنصنعه ... وحياة فيها الإنسان

ويمكنكم تحميل النشيد من هنـــــــا

الأحد، 17 أكتوبر 2010

مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام

مصعب بن عمير أول سفراء الإسلام


هذا رجل من أصحاب محمد ، ما أجمل أن نبدأ به الحديث ! غُرَّة فتيان قريش، وأوفاهم بهاءً وجمالاً وشبابًا..

يصف المؤرخون والرواة شبابه، فيقولون : " كان أعطر أهل مكة " ، ولد في النعمة ، وغُذِّيَ بها ، وشبَّ تحت خمائلها .. ولعله لم يكن بين فتيان مكة من ظفر من تدليل أبويه بمثل ما ظفر به " مصعب بن عمير " ، ذلك الفتى الريان، المدلل المنعم، حديث حسان مكة، ولؤلؤة ندواتها ومجالسها، أيمكن أن يتحول إلى أسطورة من أساطير الإيمان والفداء؟

بالله ما أروعه من نبأ ! نبأ " مصعب بن عمير " أو " مصعب الخير " ، كما كان لقبه بين المسلمين، ولكن أي واحد كان؟ إن قصة حياته لشرف لبني الإنسان جميعًا .. لقد سمع الفتى ذات يوم ما بدأ أهل مكة يسمعونه من محمد الأمين ، "محمد" الذي يقول إن الله أرسله بشيرًا ونذيرًا ، وداعيًا إلى عبادة الله الواحد الأحد.

وحين كانت مكة تُمسي وتصبح، ولا همَّ لها ولا حديث يشغلها إلا الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - ودينه كان فتى قريش المدلَّل أكثر الناس استماعًا لهذا الحديث .. ذلك أنه كان على الرغم من حداثة سنه زينة المجالس والندوات ، تحرص كل ندوة أن يكون "مصعب" بين شهودها، ذلك أن أناقة المظهر ورجاحة العقل كانتا من خصال "ابن عمير"، التي تفتح لها القلوب والأبواب.. ولقد سمع فيما سمع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- ومن آمن معه يجتمعون بعيدًا عن فضول قريش وأذاها، هناك على الصفا في دار ( الأرقم بن أبي الأرقم )، فلم يطُل به التردد ، ولا التلبُّث والانتظار، بل صحب نفسه ذات مساء إلى دار (الأرقم) تسبقه أشواقه ورُؤاه، وهناك كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يلتقي بأصحابه فيتلو عليهم من القرآن الكريم، ويصلي معهم للهِ العليِّ الكبير.


ولم يكَد "مصعب" يأخذ مكانه وتنساب الآيات من قلب الرسول- صلى الله عليه وسلم- متألقةً على شفتيه، ثم آخذةً طريقها إلى الأسماع والأفئدة، حتى كان فؤاد "ابن عمير" في تلك الأمسية هو الفؤاد الموعود، ولقد كانت الغبطة تخلعه من مكانه، وكأنه من الفرحة الغامرة يطير.

ولكن الرسول- صلى الله عليه وسلم- بسط يمينه المباركة الحانية حتى لامست الصدر المتوهج، والفؤاد المتوثب، فكانت السكينة العميقة عمق المحيط، وفي لمح البصر كان الفتى الذي آمن وأسلم يبدو ومعه من الحكمة ما يفوق ضعف عمره وسِنِّه، ومعه من التصميم ما يغير سير الزمان.

كانت أم مصعب "خناس بنت مالك" تتمتع بقوة فذَّة في شخصيتها، وكانت تُهاب إلى حد الرهبة، ولم يكن "مصعب "حين أسلم ليحاذر أو يخاف على ظهر الأرض قوة سوى أمه.. فلو أن مكة بكل أصنامها وأشرافها وصحرائها، استحالت هولاً يقارعه ويصارعه، لاستخف به "مصعب" إلى حين.. أما خصومة أمه، فهذا هو الهول الذي لا يُطاق، ولقد فكَّر سريعًا، وقرر أن يكتم إسلامه حتى يقضي الله أمرًا.

وظل يتردد على دار (الأرقم)، ويجلس إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلَّم، وهو قرير العين بإيمانه، وبتفاديه غضب أمه التي لا تعلم عن إسلامه خُبرًا.. ولكن مكة- في تلك الأيام بالذات- لا يخفى فيها سر؛ فعيون قريش وآذانها على كل طريق، ووراء كل بصمة قدم فوق رمالها الناعمة اللاهبة الواشية.. ولقد أبصر به "عثمان بن طلحة" وهو يدخل خفيةً إلى دار (الأرقم)، ثم رآه مرةً أخرى وهو يصلي كصلاة محمد، فسابق ريح الصحراء وزوابعها، شاخصًا إلى أم مصعب؛ حيث ألقى عليها النبأ الذي طار بصوابها.

ووقف "مصعب" أمام أمه وعشيرته وأشراف مكة المجتمعين حوله يتلو عليهم- في يقين الحق وثباته- القرآنَ الذي يغسل به الرسول قلوبهم، ويملؤها به حكمةً وشرفًا وعدلاً وتُقى.

همَّت أمه أن تسكته بلطمة قاسية، ولكن اليد التي امتدت كالسهم ما لبثت أن استرخت وترنحت أمام النور الذي زاد وسامة وجهه وبهاءه جلالاً يفرض الاحترام، وهدوءًا يفرض الإقناع.

ولكنْ إذا كانت أمه تحت ضغط أمومتها ستعفيه من الضرب والأذى، فإن في مقدرتها أن تثأر للآلهة التي هجرها بأسلوب آخر.. وهكذا مضت به إلى ركن قَصِيٍّ من أركان دارها وحبسته فيه، وأحكمت عليه إغلاقه، وظل رهين محبسه ذاك حتى خرج بعض المؤمنين مهاجرين إلى أرض الحبشة، فاحتال لنفسه حين سمع النبأ، وغافل أمه وحراسه، ومضى إلى الحبشة مهاجرًا أوابًا.. ولسوف يمكث في الحبشة مع إخوانه المهاجرين، ثم يعود معهم إلى مكة، ثم يهاجر إلى الحبشة للمرة الثانية مع الأصحاب الذين يأمرهم الرسول بالهجرة فيطيعون.

ولكنْ سواء كان مصعب بالحبشة أم في مكة، فإن تجربة إيمانه تمارس تفوقها في كل زمان ومكان، ولقد فرغ من إعادة صياغة حياته على النسق الجديد الذي أعطاهم محمد- صلى الله عليه وسلم- نموذجه المختار، واطمأن "مصعب" إلى أن حياته قد صارت جديرة بأن تقدم قربانًا لباريها الأعلى، وخالقها العظيم.

خرج يومًا على بعض المسلمين وهم جلوس حول رسول الله، فما أن بصروا به حتى حنوا رءوسهم، وغضوا أبصارهم، وذرفت بعض عيونهم دمعًا شجيًّا.. ذلك أنهم رأوه يرتدي جلبابًا مرقعًا باليًا، وعاودتهم صورته الأولى قبل إسلامه، حين كانت ثيابه كزهور الحديقة نضرة، وألقًا وعطرًا.. وتملَّى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منظره بنظرات حكيمة، شاكرة، محبة، وتألقت على شفتيه ابتسامته الجليلة، وقال: "لقد رأيت مصعبًا هذا، وما بمكة فتىً أنعم عند أبويه منه، لقد ترك ذلك كله حبًّا بالله ورسوله".

لقد منعته أمه- حين يئست من ردته- كلَّ ما كانت تفيض عليه من نعمة، وأبت أن يأكل طعامها إنسان هجر الآلهة وحاقت به لعنتها، حتى لو كان هذا الإنسان هو ابنها.. ولقد كان آخر عهدها به حين حاولت حبسه مرة أخرى بعد رجوعه من الحبشة، فآلى على نفسه لئن هي فعلت ليقتلن كل مَن تستعين به على حبسه.. وإنها لتعلم صدق عزمه إذا همَّ وعزم، فودعته باكية، وودعها باكيًا، وكشفت لحظة الوداع عن إصرار عجيب على الكفر من جانب الأم وإصرار أكبر على الإيمان من جانب الابن؛ فحين قالت له وهي تخرجه من بيتها: اذهب لشأنك، لم أعد لك أمًّا.. اقترب منها وقال: "يا أُمَّه، إني لك ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي أنه لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله"، فأجابته غاضبة مهتاجة: "قسمًا بالثواقب، لا أدخل في دينك، فَيُزرى برأيي ويضعف عقلي".

وخرج "مصعب" من النعمة الوارفة التي كان يعيش فيها مؤثرًا الشظف والفاقة، وأصبح الفتى المتأنق المعطر لا يُرى إلا مرتديًا أخشن الثياب، يأكل يومًا ويجوع أيامًا، ولكن روحه المتأنقة بسمو العقيدة، والمتأنقة بنور الله، كانت قد جعلت منه إنسانًا آخر يملأ الأعين جلالاً، والأنفس روعة.

وآنئذ، اختاره الرسول- صلى الله عليه وسلم- لأعظم مهمة في حينها؛ أن يكون سفيره إلى المدينة، يفقِّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا الرسول- صلى الله عليه وسلم- عند العقبة، ويُدخل غيرهم في دين الله، ويُعِدُّ المدينة ليوم الهجرة العظيم.

كان في أصحاب الرسول- صلى الله عليه وسلم- يومئذ من هم أكبر منه سنًا وأكثر جاهًا، وأقرب من الرسول- صلى الله عليه وسلم- قرابةً.. ولكن الرسول- صلى الله عليه وسلم- اختار مصعب الخير، وهو يعلم بأنه يَكِل إليه بأخطر قضايا الساعة، ويلقي بين يديه بمصير الإسلام في المدينة التي ستكون دار الهجرة، ومنطلق الدعوة والدعاة والمبشرين والغزاة، بعد حين من الزمان قريب.

وحمل مصعب الأمانة مستعينًا بما أنعم الله عليه من عقل راجح وخلق كريم.. ولقد غزا أفئدة أهل المدينة بزهده وترفعه وإخلاصه، فدخلوا في دين الله أفواجًا. لقد جاءها يوم بعثه الرسول- صلى الله عليه وسلم- إليها وليس فيها سوى اثني عشر مسلمًا، هم الذين بايعوا النبي- صلى الله عليه وسلم- من قبل بيعة العقبة، ولكنه لم يكد يتم بينهم بضعة أشهر حتى استجابوا لله وللرسول- صلى الله عليه وسلم.

وفي موسم الحج التالي لبيعة العقبة كان مسلمو المدينة يرسلون إلى مكَّة للقاء الرسول- صلى الله عليه وسلم- وفدًا يمثلهم وينوب عنهم، وكان عدد أعضائه سبعين مؤمنًا ومؤمنةً، جاءوا تحت قيادة معلمهم ومبعوث نبيهم إليهم "مصعب بن عمير".. لقد أثبت "مصعب" بكياسته وحسن بلائه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عرف كيف يختار، فلقد فهم "مصعب" رسالته تمامًا، ووقف عند حدودها.. عرف أنه داعية إلى الله، ومبشر بدينه الذي يدعو الناس إلى الهدى، وإلى صراط مستقيم، وأنه كرسوله الذي آمن به، ليس عليه إلا البلاغ.. هنالك نهض في ضيافة "أسعد بن زرارة" يَغشيان القبائل والبيوت والمجالس، تاليًا على الناس ما معه من كتاب ربه، هاتفًا بينهم في رفق عظيم بكلمة الله "إنما الله إله واحد".

ولقد تعرض لبعض المواقف التي كان يمكن أن تودي به وبمن معه، لولا فِطنة عقله، وعظمة روحه. ذات يوم فاجأه وهو يعظ الناس "أُسيد بن حُضير" سيد بني عبدالأشهل بالمدينة، فاجأه شاهرًا حربته، يتوهج غضبًا وحنقًا على هذا الذي جاء يفتن قومه عن دينهم، ويدعوهم لهجر آلهتهم، ويحدثهم عن إله واحد لم يعرفوه من قبل، ولم يألفوه من قبل.

إن آلهتهم معهم رابضة في مجاثمها، إذا احتاج إليها أحد عرف مكانها وولى وجهه ساعيًا إليها، فتكشف ضره وتلبي دعاؤه.. هكذا يتصورون ويتوهمون، أما إله محمد الذي يدعوهم إليه باسمه هذا السفير الوافد إليهم، فما أحد يعرف مكانه، ولا أحد يستطيع أن يراه..

وما أن رأى المسلمون الذي كانوا يجالسون "مصعب" مَقدَم "أسيد بن حضير" متوشحًا غضبه المتلظي، وثورته المتحفزة، حتى وَجِلوا.. لكن "مصعب الخير" ظل ثابتًا، وديعًا، متهللاً.


وقف "أسيد" أمامه مهتاجًا، وقال يخاطبه هو و"أسعد بن زرارة": "ما جاء بكما إلى حيِّنا، تسفِّهان ضعفاءنا؟ اعتزلانا، إذا كنتما لا تريدان الخروج من الحياة"! وفي مثل هدوء البحر وقوته، وفي مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته.. انفرجت أسارير "مصعب الخير"، وتحرك بالحديث الطيب لسانه، فقال: "أولا تجلس فتستمع؟! فإن رضيت أمرنا قبلته، وإن كرهته كففنا عنك ما تكره".. الله أكبر، ما أروعها من بداية سيسعد بها الختام!

كان "أسيد" رجلاً أريبًا عاقلاً"، وهاهو ذا يرى مصعبًا يحتكم معه إلى ضميره، فيدعوه إلى أن يسمع لا غير، فإن اقتنع تركه لاقتناعه، وإن لم يقتنع ترك "مصعب" حيهم وعشيرتهم، وتحوَّل إلى حي آخر وعشيرة أخرى غير ضارٍّ ولا مُضارٍّ.. هناك أجابه "أُسيد" قائلاً: "أنصفت، أنصفت"، وألقى حربته إلى الأرض وجلس يصغي، ولم يكد "مصعب" يقرأ القرآن، ويفسر الدعوة التي جاء بها محمد بن عبد الله- عليه الصلاة والسلام- حتى أخذت أسارير "أسيد" تبرق وتشرق، وتتغير مع مواقع الكلام، وتكتسي بجماله! ولم يكد "مصعب" يفرغ من حديثه حتى هتف به "أسيد بن حضير" وبمن معه قائلاً: "ما أحسن هذا القول وأصدقه، كيف يصنع من يريد أن يدخل في هذا الدين؟"، وأجابوه بتهليلة رجَّت الأرض رجًّا، ثم قال له مصعب: "يطهِّر ثوبه وبدنه، ويشهد أن لا إله إلا الله"، فغاب "أسيد" عنهم غير قليل، ثم عاد يقطر الماء الطهور من شعر رأسه، ووقف يعلن أنه يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.

وسرى الخبر كالضوء، وجاء "سعد بن معاذ"، فأصغى لمصعب واقتنع، وأسلم، ثم تلاه "سعد بن عبادة"، وتمت بإسلامهم النعمة، وأقبل أهل المدينة بعضهم على بعض يتساءلون: إذا كان "أسيد بن حضير"، و"سعد بن معاذ"، و"سعد بن عبادة" قد أسلموا، ففيم تخلّفنا؟ هيا إلى "مصعب"، لنؤمن معه، فإنهم يتحدثون أن الحق يخرج من بين ثناياه! لقد نجح أول سفراء الرسول- صلى الله عليه وسلَّم- نجاحًا منقطع النظير، نجاحًا هو له أهل، وهو به جدير.

وتمضي الأيام والأعوام، ويهاجر الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصحبه إلى المدينة، وتتلمظ قريش بأحقادها، وتعد عدَّة باطلها، لتواصل مطاردتها الظالمة لعباد الله الصالحين، وتقوم غزوة بدر، فيتلقون فيها درسًا يفقدهم بقية صوابهم ويسعون إلى الثأر، وتجيء غزوة أحد، ويعبئ المسلمون أنفسهم، ويقف الرسول- صلى الله عليه وسلَّم- وسط صفوفهم، يتفرس الوجوه المؤمنة ليختار من بينها من يحمل الراية، ويدعو مصعب الخير، فيتقدَّم ويحمل اللواء.

وتشب المعركة الرهبية، ويحتدم القتال، ويخالف الرماة أمر الرسول- عليه السلام- ويغادرون مواقعهم في أعلى الجبل، بعد أن رأوا المشركين ينسحبون منهزمين، لكن عملهم هذا سرعان ما يحوِّل نصر المسلمين إلى هزيمة، ويفاجأ المسلمون بفرسان قريش تغشاهم من أعلى الجبل، وتُعمل فيهم على حين غرة السيوف الظامئة المجنونة، وحين رأوا الفوضى والذعر يمزقان صفوف المسلمين، ركَّزوا على رسول الله- صلى الله عليه وسلَّم- لينالوه.

وأدرك "مصعب بن عمير" الخطر الغادر، فرفع اللواء عاليًا، وأطلق تكبيرة كالزئير، ومضى يصول ويجول ويتواثب، وكل همه أن يلفت نظر الأعداء إليه ويشغلهم عن الرسول- صلى الله عليه وسلَّم- بنفسه، وجرَّد من ذاته جيشًا بأسره..

أجل ذهب "مصعب" يقاتل وحده كأنه جيش لجب غزير..

يد تحمل الراية في تقديس..

ويد تضرب السيف في عنفوان..

ولكن الأعداء يتكاثرون عليه، يريدون أن يعبروا فوق جثته إلى حيث
يلقون الرسول..

ولندع شاهد عيان يصف لنا مشهد الختام في حياة مصعب العظيم!

يقول ابن سعد: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن أبيه قال:
"حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أُحد، فلما جال المسلمون ثبت به مصعب، فأقبل ابن قبيئة وهو فارس، فضربه على يده اليمنى فقطعها، ومصعب يقول: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ (الأحزاب: 23)، وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه، فضرب يده اليسرى فقطعها، فحنا على اللواء وضمَّه بعضديه إلى صدره وهو يقول: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾، ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه واندقَّ الرمح، ووقع مصعب، وسقط اللواء".

وقع مصعب.. وسقط اللواء!

وقع حلية الشهادة، وكوكب الشهداء!

وقع بعد أن خاض في استبسال عظيم معركة الفداء والإيمان.

كان يظن أنه إذا سقط، فسيصبح طريق القتلة إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلَّم- خاليًا من المدافعين والحماة، ولكنه كان يعزي نفسه في رسول الله- صلى الله عليه وسلَّم- من فرط حبِّه له وخوفه عليه حين مضى يقول مع كل ضربة سيف تقتلع منه ذراعًا: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾، هذه الآية التي سينزل الوحي فيما بعد يرددها، ويكملها، ويجعلها، قرآنًا يتلى.

وبعد انتهاء المعركة المريرة وُجد جثمان الشهيد الرشيد راقدًا وقد أخفى وجهه في تراب الأرض المضمخ بدمائه الزكية.. لكأنما خاف أن يبصر وهو جثة هامدة رسول الله يصيبه السوء، فأخفى وجهه حتى لا يرى هذا الذي يحاذره ويخشاه!

أو لكأنه خجلان؛ إذ سقط شهيدًا قبل أن يطمئن على نجاة رسول الله، وقبل أن يؤدي إلى النهاية واجب حمايته والدفاع عنه!


لك الله يا مصعب! يا من ذكرك عطرًا للحياة!


وجاء الرسول وأصحابه يتفقدون أرض المعركة، ويودعون شهداءها، وعند جثمان "مصعب"، سالت دموع وفية غزيرة..

يقول خبَّاب بن الأرت: "هاجرنا مع رسول الله- صلى الله عليه وسلَّم- في سبيل الله، نبتغي وجه الله، فوجب أجرنا على الله.. فمنا من مضى ولم يأكل من أجرة في دنياه شيئًا- منهم مصعب بن عمير- قُتل يوم أحد، فلم يوجد له شيئًا يكَّفن فيه إلا نَمِرة.. فكنا إذا وضعناها على رأسه تَعَرَّت رجلاه، وإذا وضعناها على رجليه برزت رأسه، فقال لنا رسول الله- صلى الله عليه وسلَّم-: "اجعلوها مما يلي رأسه، واجعلوا على رجليه من نبات الأذخر".

وعلى الرغم من الألم الحزين العميق الذي سبَّبَه رُزء الرسول- صلى الله عليه وسلَّم- في عمِّه حمزة، وتمثيل المشركين بجثمانه تمثيلاً أفاض دموع الرسول عليه السلام، وأوجع فؤاده.

وعلى الرغم من امتلاء أرض المعركة بجثث أصحابه وأصدقائه الذين كان كل واحد منهم يمثل لديه عالمًا من الصدق والطهر والنور.. على الرغم من كل هذا، فقد وقف على جثمان أول سفرائه، يودعه وينعاه.. أجل، وقف الرسول- صلى الله عليه وسلَّم- عند "مصعب بن عمير"، وقال وعيناه تلفانه بضيائهما وحنانهما ووفائهما: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ﴾.

ثم ألقى في أسى نظرة على بردته التي كفن فيها، وقال: "لقد رأيتك بمكة، وما بها أرق حلَّة ولا أحسن لِمَّةً منك، ثم هاأنت ذا شعث الرأس في بُردة"!

وهتف الرسول- عليه السلام- وقد وسعت نظراته الحانية أرض المعركة بكل من عليها من رفاق "مصعب"، وقال: "أيها الناس، زوروهم، وأتوهم، وسلموا عليهم، فوالذي نفسي بيده، لا يسلم عليهم مُسَلِّمٌ إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام".

السلام عليك يا " مصعب " .

السلام عليكم يا معشر الشهداء .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




المصدر / كتاب رجال حول الرسول

الجمعة، 15 أكتوبر 2010

الأصمعي والأعرابي الشاعر

الأصمعي والأعرابي الشاعر


كان الشعراء في الماضي يتباهون بأشعارهم ويفتخرون بها وكان لهم صيت ويحبون الناس أن تمتدح شعرهم ، وحدث هذا الحوار الشعري بين الأصمعي و أعرابي ادعي انه يقول الشعر و ذو مكانة فيه ..

قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟

قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه .

فغضب الأصمعي فغاص في بحور الشعر فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) قال فقلت : أكمل ،

فقال : هات ......

فقال الأصمعي : قــومٌ عهدناهــم ..... سقاهم الله من النو ( المطر )

فقال الأعرابي : النو تلألأ في دجا ليلةٍ ..... حالكة مظلمةٍ لـو

فقال الأصمعي : لو ماذا ؟

فقال الأعرابي : لو سار فيها فارس لانثنى ..... على به الأرض منطو

قال الأصمعي : منطو ماذا ؟

الأعرابي : منطوِ الكشح ( الجانب )هضيم ( ضامر ) الحشا ..... كالباز ( الصخر ) ينقض من الجو

قال الأصمعي : الجو ماذا ؟

الأعرابي : جو السما والريح تعلو به ..... فاشتم ريح الأرض فاعلو

الأصمعي : اعلو ماذا ؟

الأعرابي : فاعلوا لما عيل من صبره ..... فصار نحو القوم ينعو

الأصمعي : ينعو ماذا ؟

الأعرابي : ينعو رجالاً للقنا شرعت ..... كفيت بما لاقوا ويلقوا

الأصمعي : يلقوا ماذا ؟

الأعرابي : إن كنت لا تفهم ما قلته ..... فأنت عندي رجل بو

الأصمعي : بو ماذا ؟

الأعرابي : البو سلخ قد حشي جلده ..... بأظلف قرنين تقم أو

الأصمعي : أوْ ماذا ؟

الأعرابي : أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقـول في ضربتها قـو .... ؟؟

قال الأصمعي : فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني .

الخميس، 14 أكتوبر 2010

نساء الإخوان بين الأحمر والأحمق

نساء الإخوان .... بين الأحمر والأحمق


بسم الله, و الصلاة و السلام على رسول الله ...

نساء الإخوان هي كل أم أو زوجة أو أخت أو بنت قدر الله لها وشرفها أن تكون جزءا من بيت دعوة وأن تعيش فيه سواء حملت فكرة صاحبه وانطلقت بها معه أو ارتضت التعايش معها وتحمل مشاقها وأما الأحمر فهو ذلك الخط الذي حدده الإخوان في التعامل مع أفرادهم وقضاياهم وحقوقهم والذي بعده ينذرون بانفلات الأوضاع وتدهورها وخروجها عن نطاق السياسات المتعارف عليها بفعلهم أو دون رغبتهم ...

وأما الأحمق فهو كل تصرف أو شخص أو قيادة أو مناخ يسمح لنفسه أو لغيره بتجاوز حدود الشرائع والأخلاق والأعراف والسياسات ..

أما الدافع لكتابة هذا المقال هو ما تواتر خلال الفترة السابقة من تجاوزات أخلاقية مورست من قبل أفراد أو قيادات غير مسئولة من الشرطة المصرية بحق نساء الإخوان فيما يشبه فعل منظم بناء علي توجيهات أو رسائل محددة للقيام بهذه الممارسات , فعندما نسمع أن هناك امرأة قد نزع نقابها أو طالبة قد قطع خمارها وكيلت لها لكمات ,أو طفلة كسر عليها الباب وهي تقضي حاجتها, أو زوجة أهينت وسبت بأقذع الألفاظ .. فهو مدعاة لأن تكون لنا وقفة حاسمة تجاه هذه الممارسات المستفزة غير المسئولة والتي لا يعرف أصحابها عواقبها سواء كانوا أفرادا أو أجهزة ...

فلئن كان الإخوان منضبطين عبر تاريخهم ومتسامحين مع من آذوهم وكالوا - ومازالوا يكيلون - لهم شتي أنواع العذاب البدني والنفسي من قتل وسجن وتعذيب ومصادرة للأرزاق وفصل من الوظائف وتشويه للسمعة وحرمان من الحقوق الطبيعية للبشر فإنهم يفعلون ذلك من منطلق عدة أمور :

أولا : يتصرف الإخوان طبقا لسياسة الفعل المبني علي أسس شرعية وأخلاقية نابعة من الإسلام العظيم ومنضبطة بما توافق عليه علماء الأمة في حق التعامل مع أولي الأمر والسلطات والأفراد ..

ثانيا : أن الإخوان لا ينجرون لسياسة رد الفعل أو تبرير الأخطاء للمتجاوزين لقاعدة شرعية نتيجة ظلم وقع عليهم

ثالثا : أن الإخوان أصحاب قضية ولهم منهج قويم وأهداف واضحة وأعداء حقيقيون هم أولئك المعتدين علي الوطن والأمة والمحاربين للإسلام والمسلمين وليسوا غيرهم من الأنظمة أو الأفراد الذين يخطئون ويتجاوزون ..

وربما حتى ينفذون بعض سياسات الأعداء أنفسهم, وبالتالي فتحديد العداء وقصره مع العدو الأصلي دون غيره نابع من فهم صحيح وأولويات واضحة ومرتكز علي عدم تحويل البوصلة إلي معارك جانبية غير صحيحة...

في هذا الإطار السابق فهمنا وتربينا ومارسنا وعلمنا من حولنا من شباب وفتيات وأطفال وهيئنا بيوتنا لتقبل أي ظلم يقع علينا ويمكن أن نتحمله بالطبع تضحية لدين وتمكينا لمنهج وبناء لأوطان وضريبة لطريق شاق وطويل نعرف بداياته ونهاياته وكلفته, ولكننا في ذات الوقت وضعنا حدودا لتحملنا ,وخطوطا حمراء للتعامل معنا فليست بيوتنا ونساؤنا وخصوصياتنا مرتعا مباحا لكل أحمق لم يتربَ في مسجد أو بيت أو مؤسسة تعلمه كيف تكون له مكابح (حتى وإن كان ظالماً) أو تصحو نخوته (حتى وإن كان مأمورا) فتسمح له بأن يدخل علي النساء بملابس النوم محطما الأبواب والنوافذ وهاتكا لستر البيوت , أو تأمره نفسه الخبيثة بأن ترتفع يده المرتعشة الملوثة بالظلم فتضرب وجها أو جسدا طاهرا وبريئا رجلاً كان أو امرأة لم يفعل شيئا إلا أن يقول ربي الله أو أن ينطلق لسانه القبيح ليكيل الشتائم لأناس تدثروا بالطهر والعفاف وآذاهم أن يسمعوا هذه الوساخات تقال في محيطهم ناهيك أن تكون موجهة إليهم..

إن نفوسنا الأبية الشامخة التي تربت علي أخلاق الإسلام السمح تعلمت العزة والإباء والحفاظ علي العرض والشرف قبل أن تعلوا وتسموا لتعفوا عمن ظلمها, وعليها فإن سكوت البعض عن تلكم الممارسات الفجة الدنيئة بحق نسائنا هو فوق ما تتحمله الأنفس وهو إنذار خطر يمكن أن يؤدي لرد فعل تلقائي , وطبيعي ممن يقع بحقهم ذلك الظلم دفاعا عن العرض والكرامة دون الالتفات لكل ما سبق , وحينها سيكون الجميع خاسراً...

إن الخط الأحمر الذي وضعته الجماعة للتعامل مع أفرادها بات مهددا من قبل جهاز الشرطة ولو وصلت هذه الرسالة لأفراد الإخوان لكانت النتائج صعبة وهو أن جماعتهم غير قادرة علي حماية محرماتهم , وبالتالي يمكن أن ينزلق البعض إلي الرد ويكيل الصاع صاعين لكل من تسول له نفسه أن يتعد حدوده..

إنه وفي ظل الأوضاع الثائرة في المجتمع المصري وحالة السخط العام لدي كل طوائف وفئات الوطن نري النظام الأمني المنزعج تنفلت أعصابه وتطيش تصرفاته ويفتح الباب علي مصراعيه لمواجهة غير محسوبة مع الجميع فهل هذه سياسة ورسالة ؟؟!!...فلو كانت رسالة للشرفاء من أبناء الوطن بمن فيهم نساءنا بأن هذا هو مصيركم إذا زاد تفاعلكم وتبنيكم لمطالب الأمة بالإصلاح والتغيير في ظل الحراك الدائر فالرسالة وصلت وهي مرفوضة ولن ترهبنا أو تثنينا عن طريقنا...

ولو قال البعض إنها تصرفات فردية غير مسئولة فما الدليل علي ذلك ولم نسمع بإدانة ولا تحقيق ولا محاسبة للمخطئين ؟!! ولم يتلقَ المعتدي عليهم اعتذارا ولا توضيحا لهذا السلوك؟!! أم أن الشرطة ورجالها تريد أن تبقي فوق القانون والناس والأخلاق ؟!!

إننا لا نقبل علي المستوي الفردي أو الجماعي بأي حال من الأحوال أن نعامل بهذا الأسلوب , وأحذر الفاعلين, والساكتين وأنبه العاقلين والمسئولين إلي خطورة هذه الممارسات علي مستقبل الوطن وسمعة أبنائه ومستقبل السلم الاجتماعي فيه , كما أدعو كل الشرفاء الوطنيين ونشطاء حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني أن تكون لهم وقفة رادعة تجاه هذه الممارسات غير الأخلاقية حتى يفيق أصحابها قبل فوات الأوان , ونؤكد علي أن منهجنا وأداءنا وأخلاقنا لن تتأثر بمثل هذه الأفعال المرفوضة ..


د . أحمد عبد العاطي

ناشط حقوقي

عضو الهيئة التنفيذية للإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

حول يهودية " دولة إسرائيل "

حول يهودية " دولة إسرائيل "

منير شفيق / باحث في الشؤون الإستراتيجية



لماذا يصرّ نتنياهو على أن أي حل نهائي للقضية الفلسطينية أو بشكل أدق لعملية التسوية الجارية أو للمفاوضات الثنائية التي ستنطلق من واشنطن ، يجب أن يتضمن اعترافا فلسطينياً بأن إسرائيل دولة للشعب اليهودي أو وطن الشعب اليهودي ؟

الأرض الفلسطينية لا بقاء لها مع يهودية إسرائيل

أنهى نتنياهو بهذا الأمر كل غموض يمكن أن يحمله الاعتراف بيهودية "دولة إسرائيل". ويغلق الباب في وجه أي تأويل من مثل الذي ردّ به محمود عباس على المطالبة بالاعتراف بيهودية "دولة إسرائيل" قائلاً أن بإمكان نتنياهو ومن قبله أولمرت وبيريز أن يسمّيا "دولة إسرائيل" كما يشاءون فهذه مسألة تخصّهم، ولا علاقة له بها، إذا ما أصرّوا على يهودية "دولة إسرائيل".

فالتأكيد الذي حمله إصرار نتنياهو على أن إسرائيل دولة الشعب اليهودي أو وطن الشعب اليهودي يكشف أن الاعتراف بيهودية "دولة إسرائيل" ليس مجرد اعتراف بهوّيتها اليهودية، وإنما يمسّ الأرض نفسها، بمعنى أنه حق الشعب اليهودي وملك له، لا ينازع في ذلك الفلسطينيون والعرب والمسلمون بمن فيهم المسيحيون الفلسطينيون .

وبهذا تصبح إسرائيل، أو أرض إسرائيل، إلغاءً لفلسطين ولأرض فلسطين ولحقوق الشعب الفلسطيني فيها حالياً وتاريخياً. فالشعب الفلسطيني الذي يملكها. والتي هي من حقه الحصري حالياً وتاريخياً .

وفقاً للمحتوى الذي يشترطه نتنياهو للاعتراف بـ"دولة إسرائيل".

وهذا الشرط الذي أعلنه نتنياهو التزاماً للحل الذي ستنتهي إليه المفاوضات الثنائية الجارية ليس شرط حزب الليكود أو الحكومة "الإسرائيلية اليمينية" الحالية وإنما هو إجماع القيادات الإسرائيلية والصهيونية ودعك من الأصوات الهامشية الشاذة إن وُجدت وتحدّت هذا التعريف.

الأنكى أن هذا الشرط أصبح سياسة أميركية رسمية في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، وبوضوح لم يسبق أن عبّر بمثله أي رئيس أميركي سابقاً. وذلك حين تضمنت برقيته الأخيرة لكل من نتنياهو وبيريز التي أرسلت بمناسبة ما يسمّى عيد الاستقلال، وقد جاء فيها "إن فلسطين التاريخية هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي". الأمر الذي يجب أن يزيد من الوضوح في المقصود من التشديد على يهودية "دولة إسرائيل" باعتبارها أكثر من مجرد هويّة عامّة للدولة...

من هنا، وإذا كان الأمر كذلك، فماذا يعني القبول الفلسطيني الرسمي لسلطة رام الله (غير الشرعية) حين قبلت الدخول في مفاوضات هذا واحد من نتائجها النهائية. ومن ثم ماذا يعني من أيّدها من حكومات عربية أو رؤساء وملوك عرب في هذا الانضمام لهذه المفاوضات المباشرة.

إن الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني بأنها دولة الشعب اليهودي من قِبَل المفاوض الفلسطيني أو أي رئيس لدولة فلسطينية مزعومة تقوم على أساس "حلّ الدولتين" (التصفوي من حيث أتى) يعني، في ما يعنيه، إلغاء للحقوق الأساسية للعرب الفلسطينيين الذين بقوا بعد العام 1948، أو الذين سيبقون تحت دولة الكيان الصهيوني. ومن ثم تعريضهم للتهجير باعتبارهم يقيمون في دولة هي للشعب اليهودي.

ولكن هذا الاعتراف يعني ما هو أكثر من ذلك، أي إسقاط حق العودة وكل الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني كما للعرب والمسلمين في فلسطين كما إسقاط الحق الحصري للشعب الفلسطيني في تقرير مصير فلسطين وفقاً لأحكام القانون الدولي.

بل هو إسقاط للاغتصاب الصهيوني الذي فرضه الانتداب البريطاني وما ارتكب من جرائم إبادة وتهجير للفلسطينيين في العام 1948 وقبله وبعده. وذلك بتحويل ذلك الاغتصاب إلى حق للشعب اليهودي المزعوم. هذا "الشعب" الذي تكوّن قصراً في دولة الكيان الصهيوني من أقليّات يهودية هاجرت من أوطانها لتستوطن أرضاً لا حق لها فيها بأيّة صورة من الصور.

وبهذا يكون كل ما قدمهُ الفلسطينيون والعرب من تضحيات في مقاومة المشروع الصهيوني عبثاً حين يُنزع منه الحق في فلسطين وتُنزع منه عدالة القضية الفلسطينية.

إن الاعتراف الذي تريد الحركة الصهيونية وحكومات الكيان الصهيوني انتزاعه من الفلسطينيين ومن ثم من العرب والمسلمين ومن ثم من العالم كله باعتبار "إسرائيل" دولة الشعب اليهودي ليست مسألة شكلية وليست تثبيتاً لواقع، أو امتداداً حتى لوعد بلفور، أو قرار التقسيم إذ فيه تجاوز خطير وكبير حتى لما كان يُشار إليه، ظلماً ولا حق، من خلال شعار "إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين شريطة عدم المساس بحقوق سكانها المحليين". فنحن الآن أمام إلغاء للشعب الفلسطيني على أرضه، وإلغاء لحقوقه التاريخية، والوطنية والقومية والإسلامية والمسيحية الفلسطينية. بل بالمناسبة هو إلغاء لسورة الإسراء والمعراج وللعهدة العمريّة كذلك.

فنحن إذاً، أمام كارثة حقيقية أصبحت تستهدفها عملية "السلام" والتسوية والمفاوضات المباشرة. ولا عذر لأحد من كان أن يضع رأسه في الرمال إزاء هذه العملية التي يُراد بها من المفاوض الفلسطيني أن يرتكب الخيانة بحق الأرض والقضية والشعب والتاريخ والدين والأمّة والأجيال السابقة والأجيال اللاحقة.

فنحن اليوم لسنا أمام مساومة سياسية وإنما مساومة على الوجود وعلى الحق من حيث أتيا.

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

أخوات أزهر الزقازيق يعدتدين على حرس الجامعة ... يا حراااااام

أخوات أزهر الزقازيق يعتدين على حرس الجامعة ... يا حراااااام

جاء هذا الخبر بنفس النص على جريدة المساء
بلطجة.. أخوات المحظورة
الشرقية عبدالعاطي محمد :
انتقل اسلوب البلطجة الذي يتبعه أعضاء المحظورة من الإخوان إلي الأخوات حيث شهدت كلية الدراسات الإسلامية بفرع جامعة الأزهر بالزقازيق قيام 200 طالبة ينتمين للإخوان بقذف أفراد الحرس الجامعي بالحجارة والزلط.. وتسببن في إصابة اثنين منهم بجروح. الطالبات الأخوات يردن دخول الكلية بدون ابراز الكارنيهات أو تفتيش الحقائب عند الضرورة ولجأن إلي اسلوب العنف بدلاً من الحوار. الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر اتصل بعميد الكلية وطلب منه التعامل مع الموقف بحكمة وتفويت الفرصة علي الإخوان والأخوات لاثارة الفوضي والفتنة .



بصراحة بصراحة يعني الأخوات دول ما عندهم حق خالص إزاااااااااااي إزاي يجيلهم قلب يعملوا كده في العساكر الغلبانين دول ياااااااااااه مش قادرة أتخيل بجد بجد مش قادرة أمسك دموعي رموهم بالطوب والزلط ؟؟؟ وكمان عسكري اتعور لالالا بجد ايه الافترا ده ايه البنات دي ما عندهمش عساكر صغيرين في البيت ؟؟ مش ممكن الجرأة والقسوة الى بيتعاملوا بيها مع العساكر دي وبعدين هو ده بقى الى رايحين يتعلموه في الجامعة مش كل واحدة تخليها ماشية في حالها كده ومأنكجة في ايد البوي فريند بتاعها وايه اللبس الغريب بتاعهم ده مش تمشي محترمة كده بالبرمودا الاسترتش والإستوميك بادي ايه الى هما عاملينه ده وبعدين ايه يعني عاوزين يدخلوا الكلية كده بسهوله هيا هيصة ؟؟ مش فيه نظام ؟؟ مش المفروض العسكري يفتشها ويحط ايده عليها كده ويشوف يمكن تكون مخبية قنابل والا حاجة ... اه يا الى لا عندهم نخوة ولا مروءة دول بناتنا يا تيييييت ازاي بنت تتفتش تفتيش ذاتي ازاي عسكري ابن ستين تييييييت يلمس أخت ويفتشها ويضربوا الأخوات بالجزم والشلاليط وتيجوا يا الى ما عندكوش كرامة ولا نخوة تزوروا الحقيقة انتوا جنسكم بقى ايه ؟؟؟ انا نفسي افهم انتوا بشر ولا شياطين دي الشياطين ما تعملش جرائمكم حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم والإمام الفاضل عاجبه الى حصل في البنات لا قال ايه تعاملوا مع الأمر بحكمة انا بجد مش قادرة اعلق ولا عارفة اقول ايه لكن يارب يااااااااااااارب تشوفوه في بناتكم وتتحسروا عليهم يارب تتفضحوا وتتبهدلوا ي ما بتبهدلوا بنات الناس الأخوات دول فوق رؤسكم هيفضوا أسياد ليكم يا تيييييييت وهنفضل خط أحمر هنفضل إحنا خط أحمر .

الخبر الحقيقي يا كرام وهذا على رواية المصري اليوم يعني صحيفة مش تبع الإخوان ولا حاجة

شهد فرع جامعة الأزهر بالزقازيق اشتباكات بين حرس الجامعة، وطالبات أسرة المنار، المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين، بسبب إصرار الأمن على تفتيش إحدى الطالبات ذاتياً ، والإعتداء عليها بالضرب مما أدى إلى إصابتها بجروح ونقلها إلى مستشفى " الأحرار " بالزقازيق .

وشرحت إحدى الطالبات الأمر من بدايته قائلة: "حينما أصر الأمن على التفتيش طلبنا أن يتم ذلك عن طريق موظفة، أو مشرفة أمن، فرفضوا ذلك وقال أحدهم :"هو احنا مش ماليين عينكم"، وحاولوا تفتيشنا بالقوة، وعند ما قاومناهم انهالوا علينا بالضرب ركلاً بالأقدام والأيدي، ثم فتحوا علينا خراطيم المياه".

وأضافت طالبة أخرى: " لم يتنه الأمر عن هذا الحد بل منع حرس الجامعة سيارات الاسعاف من نقل المصابات، نتيجة الاعتداءات، إلى المستشفى حتى لايتم تحرير محاضر ضدهم".

وأشارت إلى أنهن استمررن فى الضغط على الأمن للسماح بنقل المصابات إلى المستشفى، حتى نقلت الطالبة سمية أشرف، الفرقة الرابعة كلية الدراسات الاسلامية والعربية شعبة أصول الدين، إلى مستشفى "الأحرار" بالزقازيق بسبب اصابتها بنزيف داخلى. وأعلن الطالبات اعتصامهن أمام الجامعة بعد رفض الحرس دخولهن إلى الحرم الجامعي ، ورددن شعارات "يا عميدنا ساكت ليه.. ضرب سمية ده كان ليه"، "يا عميدنا فين المسؤولية.. إنت الراعي ونحن الرعية".


المصدر / مدونة شوق القمر

السبت، 9 أكتوبر 2010

سيئاتك بدلها حسنات



الجمعة، 8 أكتوبر 2010

بيان من شباب الملتقى بخصوص الإنتخابات


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعد :-

فقد بات واضحاً الاصطفاف الموجود في الساحة المصرية وأمسى ظاهراً للعيان الاختلاف الموجود بين القوى السياسية حول جدوى المشاركة في الانتخابات القادمة من عدمها فما بين مؤيد للمشاركة ومعارض لها انقسمت الأحزاب والجماعات المعارضة للنظام ومن بين الجماعات الرئيسية الفاعلة في الساحة التي لم تحسم قرارها بعد جماعة الإخوان المسلمين والتي نشرف بالانتساب إليها نحن شباب الملتقى ولأن الفردية من أهم أسباب فشل المشروعات الجماعية الإصلاحية بل وأصبحت مرضاً مزمناً ينخر في جسد الجماعة المسلمة وجب علينا التنبيه على عدة أمور وذلك من باب حرصنا على الوطن ومسيرة الإصلاح ، وإبراء للذمة أمام الله ورسوله لقوله صلى الله عليه وسلم ( إن الدين النصيحة )


فأولاً

الرأي القائل بالمقاطعة رأي له وجاهته ومبرراته وحججه لذلك كل التقدير والإحترام لأصحابه حتى وإن كنا نختلف معهم فيه


ثانياً

نعلن التزامنا التام نحن شاب الإخوان في الملتقى بما تسفر عنه قرارات المؤسسات الشورية للجماعة وذلك طاعة لله ولرسوله أولاً لأننا نتعبد بالشورى إلى الله وهي عندنا ملزمة وتعتبر من أهم الخصائص التي تميز سياسة المجتمع المسلم عن غيره من المجتمعات التي لا تتبنى الإسلام منهجا لحياتها. لقوله تعالى ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون ) فلأهميتها جعلها الله تعالى بين الصلاة والزكاة وهذه الثلاثة من صفات الذين استجابوا لربهم .!فحكم الإلتزام بالشورى عندنا لا يقل عن حكم الصلاة والزكاة !ومهما علا شأن الفرد ومهما كانت مكانته فإن رأيه يذوب في رأي الجماعة وتبقى الشورى ملزمة واستشارة الفرد معلمة !


رأي الجماعة لا تشقى البلاد به *** رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها


وكما قال الأستاذ محمد براح

ياشيخ نحن هنا نمضي وليس لنا ***من عاصم غير ما قالته شورانا
وينضوي تحت ظل الحق أفقرنا***ولا يطاول بعد الحق أغنانا
كن من تكون رسول الله قدوتنا ***كن من تكون فإن الحق أعلانا


ثالثاً

نضع أمام الجماعة رأينا في قضية الانتخابات ولها أن تأخذ به أو لا تأخذ والأمر عندنا سيان طالما القرار النهائي قرار ( جماعة ) وليس قرار ( فرد ) .ونعتذر عن مخاطبتنا لقيادتنا عبر الإعلام والملئ ونحن ما تربينا إلا على الإلتزام بالقنوات الشرعية والتنظيمية ولكن ما يمارسه البعض من ضغط إعلامي على القيادة والجماعة يضطرنا اضطرارا لفعل هذا الأمر على كره منا.. فنحن نعرف كيف نخاطب قيادتنا وكيف نوصل رأينا..: وعليه
يرى شباب الإخوان في الملتقى بأن الرأي القائل بالمشاركة هو الرأي الأقرب للصواب وذلك لعدة أسباب:


1 - كسر حاجز الخوف عند الشعب وجعله أكثر جرأة ، فالمقاطعة لن تزيده إلا خنوعاً واستكانة .،!

2 - صناعة وتكوين رأي عام في المجتمع ضد النظام ساخطاً عليه .

3- التعريف بالفكرة الإسلامية وإعلام الناس بها ونشرها بينهم وإثبات أنها خير لهم عن غيرها فبضدها تتميز الاشياء

4 - المسلم ليس مطالباً بالنتيجة والثمرة بقدر مطالبته بالعمل وبذر البذرة " إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت " ومحاولة الإصلاح وجلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها هو عين الشرع

5 - المكتسبات لا تأتي كلها دفعة واحدة إنما تأتي بالتدرج والمجازفة والإندفاع " المخطط " واستغلال وانتهاز كل فرصة تلوح في الأفق ونأخذ "" المتاح "" كله أو بعضه

6 - تسييّس الشعب : فالسياسة عندنا من الدين ولن يتم (تسيّيس) الشعب المصري إلا بالمشاركة والتظاهر والانتخابات تعتبر أبرز علامات السياسة ، أما الإنكفاء على العمل الخيري والإكتفاء به والعمل على التربية كما يريد بعض الإخوة فهذا الأمر سيحول الجماعة مع مرور الوقت من جماعة شاملة تهتم بجميع شئون الحياة وصاحبة مشاريع تغيرية ونهضوية ، إلى جمعية بر وإغاثة وستتحول الجماعة الى مجموعة من "" الدراويش"" ( لا ادري اي تربية يقصدون وهل يوجد اعظم من تربية المسلم على المطالبة بحقوقه وتدريب المجتمع على النهضة والإصلاح )

7 - تدريب عملي للأفراد وصنع رموز شعبية وإبرازها للناس والانتخابات خير وسيلة لذلك ناهيك عن الخبرة السياسية التي يكتسبها الفرد في الجماعة والتي تأتي بالممارسة اكثر منها بالنظريات والعمل عل الورق

8- ندخل مجلس الشعب ولو بنصف أخ لينقل لنا ما يُدار في الداخل ولنرى بأعيننا أفضل لنا من المقاطعة أو أن نسمع من الخارج ومن الصحف ما يُحاك لنا في الداخل .. الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله

9 - مزاحمة الباطل على كل كبيرة وصغيرة في البلد والتضييق عليه ليعلم أنه ليس الوحيد وعدم التسليم بالأمر الواقع هو عبادة الوقت وهو بعينه " سنة المدافعة " التي ذكرها الله تعالى في القرآن "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض " لعمّ الفساد بوجه عاام ثم يأتي التفصيل في آية الحج " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا "هدم وتدمير للصوامع والبيع والمساجد لاحظوا أن معظمها أماكن للعبادة ( أماكن دينية ) بمعنى أنه إذا تخلف الحق عن مدافعة الباطل عم الفساد أنحاء البلاد وأول من سيطاله الفساد هو " المؤمن " متمثلاً في مسجده وصومعته وهكذا . وهذا أكبر دليل على أن " الحكومة " لن تترك الإخوان في حالهم إن هم توجهوا للتربية والبناء وتركوا ساحة العمل السياسي المتمثل في " مجلس الشعب كما يطالب بذلك بعض الإخوة

10 - فضح النظام وإظهار حقيقته امام العالم جميعاً بأنه مزور مهما ادعى من نزاهة للإنتخابات ولن يتم ذلك إلاّ بمشاركة فصيل قوي وشريف كالإخوان !

11 - الإسلام يعمل على جلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها . فلو قمنا بعمل مقارنة بسيطة بين مكاسب المشاركة بصفة عامة والخسائر فسنرى أن المكاسب اكثر بكثير من الخسائر إذاً فكفة المشاركة راجحة نقلاً وعقلاً .!

أخيراً

فالأيام دول ، والدهر قُلب .!وقد اقتضت سنة الله عز وجل أن يكون الحق والباطل في صراع دائم وسجال مستمر كل ذلك " ليميز الله الخبيث من الطيب " فلو تخلينا عن هذه السنة وتركنا الساحة له يسرح ويمرح سيزداد علواً على علو وكما قال الشيخ الغزالي رحمه الله " ما انتفش الباطل إلا بانكماش الحق " فلنصبر ولنحتسب " فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده "

لذلك يهيب الموقعون علي هذا البيان بجماعة الإخوان المسلمين أن تشارك في هذه الانتخابات وأن يقفوا في صف الشرفاء الذين أخذوا القرار بالمشاركة ,هذا مع الحب والتقدير

والله من وراء القصد

وهو يهدى السبيل



الموقعون من الإخوة والأخوات في الملتقى

1 - الدكتور خالد نور
2 - الدكتور محمد ابراهيم
3 - نور الدين
4 - رجب الجداوي
5 - مجد الاسلام
6 - جمعاوي
7 - غريب في الوطن
8 - الفرحاتي
9 - محاسب اسلامي
10 - ورود الحق
11 - حمادة
12 - محمد ابو عاصي
13 - الباحث عن الشهادة
14 - علاء قاسم
15 - جيل الأمل
16 - سمير صالح
17 _ الفجر الصادق
18 - محمدوف
19 - مصعب عبدالمقصود
20 - الوليـــد
21- بسملة الرنتيسي
22- مشتاقة للجنان
23 - شفاء من الله
24 - وردشان
25 - راجي الجنة
26 - قمري الحزين
27 - نديـــم الليــل

لماذا المشاركة في الإنتخابات

انتخابات مجلس الشعب 2010

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2010

سلعة الله غالية ... سلعة الله الجنة



استحيوا من الله حق الحياء

الكلمة المعطاء

الكلمة المعطاء


الكلمة الطيبة كحبة القمح المفردة ، قد تُهمل وتذهب أدراج الحياة ، وقد تكون مباركة فتنبت وتثمر ، بل وقد تكون الثمرة خصبة تتضاعف وتتضاعف ، وتنتشر هنا ، أو تنتقل إلى هناك ، فتناسب أرضاً صالحة ، ومورداً عدْباً ، فتتضاعف إلى سبع مائة ضعف ، بل إلى ما شاء الله وتؤتي أكلها بإذن ربها ، والكلمة الطيبة في أول مبتدأها ( صدقة ) كما أخبر عن وصفها الصادق المصدوق ، والصدقة تتضاعف بالنيّة وتتضاعف بالأثر منها ، فكذلك البهلمة قد تحتفظ بذاتها ، وقد تنمو وتنمو حتى تكون كالشجرة الباسقة ، ويتحقق في ذلك قوله تعالى :

( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون )

وتشبيه الكلمة الطيبة بالشجرة ، لأن الشجرة تثمر الثمر النافع ، كالكلمة التي تؤدي إلى العمل الصالح ، وقد قال بعض السلف : إن الشجرة الطيبة هي النخلة لحديث عبد الله بن عمر في الصحيح ، ولا فرق بين خصوص النخلة أو عموم الشجر الطيب ، ففي كليهما يتأدى المعنى ، والأصل التشبيه بالشجرة والمشبه بها شجرة الإيمان ليحصل التطابق .

( فعروقها العلم والمعرفة واليقين ، وساقها الإخلاص ، وفروعها الأعمال ، وثمرتها ما توجبه الأعمال الصالحة من الآثار الحميدة ، والصفات الممدوحة ، والأخلاق الزكية ، والسمت الصالح ، والهدى والدل المرضي ، فيستدل على غرس هذه الشجرة في القلب وثبوتها فيه بهذه الأمور . . )


وهكذا تثمر الكلمة الطيبة - بحسن نية قائلها – أو بحسنها ذاتها ، أو لمحض رحمة الله عز وجل بما جعله من بركة العلم مما قد يكون أضعافاً مضاعفة عن أجر العمل ذاته ، وما قد تؤديه لصلاح الخلق ، وما أخصب تاريخنا الإسلامي بكثرة الخلق الذي انتفعوا بالمواعظ ، ثم صاروا من قادة الأمة ، وكتب الله لقائل الكلمة مثل أجور أعمالهم من غير أن ينقص منها شيئاً .

فهذا التابعي أبو محمد حبيب يقبل على الآجلة، وينتقل عن العاجلة بسبب موعظة البصري حيث وقعت موعظته في قلبه ، وأقبل على العلم والعمل بعد الموعظة .

وهذا التابعي الكوفي الثقة أبو عبد الله زاذان الكندي الذي كان يضرب ويغني بالدف ، وكان له صوت حسن فمر عليه عبد الله بن مسعود فقال : ( ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله ) فتاب من ضرب العود وكسره ، ولازم ابن مسعود حتى صار إماماً في العلم .

والكلمة الطيبة ، قد ينتفع بها سامعها المباشر ، وقد ينتفع بها - فيما بعد - بل قد يكون نفعه أشد وأكبر ، وقد تلاقي الكلمة قلباً صافياً ، ونية صادقة ، فتتمكن من القلب ، وتثمر الكلمة بالنية ، كما تصادف البذرة الماء الصالح ، والتربية الصالحة ، فتؤتي الشجرة أكلها بإذن ربها ، وهكذا ( فرب مبلغ أوعى من سامع ) ، وأجر الكلمة المعطاء ، وما يكتبه الله عز وجل للسامع وللمبلغ ، بل ولسلسلة المبلغين ، فلقائل الكلمة كفل منها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً ، وهذا من فضل الله على عَباده ، ومما فضل به المتكلمين بالعلم عن غيره ، إذا تبقى ثمرتهم منتجة ، وعملهم مستمراً ، وفضلهم دائماً إلى ما يشاء الله ، والناس في استقبال الكلمة أنواع فمنهم من يسمعها ويعمل بها ، ومنهم من لا ينتفع بها إطلاقاً ، ومنم من يقوم بنقلها للغير ، وما ضر المتحدث أن يتحدث بما يعلم ، ويبلغ الرسالة للناس ، وينقل الكلمة الطيبة ، فسوف يظل الناس على هذه النماذج ، ويجب أن لا يقف الصنف الثالث مانعاً من تبليغ العلم ، ولا حاجزاً في بث الكلمة الطيبة ، وقد شبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الأصناف الثلاثة في استقبال الكلمة الطيبة بأنواع من الأرض فقال صلى الله عليه وسلم ( مثل ما بعثني الله من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً ، فكان منها ثغبة قبلت الماء ، فأنبتت الكلأ ) .

(فالنبي - صلى الله عليه وسلم - جعل العالم كمثل المطر ، ومثل قلوب الناس فيه ، كمثل الأرض في قبَول الماء، فشبه من تحمل العلم والحديث وتفقه فيه بالأرض الطيبة، أصابها المطر فتنبت وانتفع بها الناس، وشبه من تحمله ولم يتفقه بالأرض الصلبة التي لا تنبت، ولكنها تمسك الماء فيأخذه الناس، وينتفعون به، وشبه من لا يفهم، ولم يحمل بالقيعان التي لا تنبت ولا تمسك الماء، فهو الذي لا خير فيه…)
وهكذا ، ما على الداعية سوى أن يقول كلمته المعطاء الطيبة ولا يهتم بكثرة الخاسرين الذين هم كالقيعان، فهنالك من الناس من هم كالأرض الصلبة سينقلون الكلمة الطيبة وتنتفع بها خلائق ويشر كثير، وقد تثمر في مكان آخر، أو تؤتي أكلها في زمن آخر، وقد يستمع للكلمة أناس كالأرض الطيبة لا تلبث أن تسمع مع صدى الكلمة تكبيرات مدوية، ولا تمكث حتى ترى لنور الكلمة بريقاً يأخذ بالأنظار، فتحيا بالتكبير نفوس ، و بالبروق تبصر عيون ، والأجر من بعد ذلك مكتوب لصاحب الكلمة .

ومن هنا ينبغي للداعية أن لا يزهد أبداً بما عنده من العلم ، أو يبتعد – بحجة الزهد - عن تبليغ الأمانة ، فما يدري أين يكون الخير ؟ ومتى تؤتي كلمته عطاءها ، بل ومتى تثمر ؟

فالكلمة الواحدة قد تنشئ دعوة ، وقد تبني مؤسسة ؟ وقد ينقذ الله تعالى بها قلوباً ، أو يعمر بها نفوساً ، بل وقد يحيي الله بها أقواماً من السبات ، أو يخرج بها الله عز وجل أمما من عالم الأموات ، وما على الداعية إلا تبليغ الرسالة ، ونقل الأمانة ، والله تعالى يختار الأرض الصالحة لها ولو بعد حين ، وينبتها نباتاً حسناً ولو بعد سنين ، وقد تؤتي الكلمة ثمارها في الكان البعيد حتى يكتب الأجر للداعية دون أن يشعر ولعل الله تعالى يكتب له حجر النية، ويبعده - بحكمته - عن سيئة الرياء …

وما على الداعية إلا التبليغ ولا يترك الفرصة تفوت من يديه لعل الله تعالى يكتب له أجر الكلمة المعطاء التي لا يلقي لها بالاً وترضعه الدرجات، فلا يفوت "ممل!يه فرصة رفيق السفر في القطار أو الطائرة، ولا فرصة اللقاء العابر على وليمة أو مناسبة، ولا جلسة الاستراحة في ناد أو مقهى ا ولا جلسة المرافقة في الدائرة أو الدراسة، ولا يفوت مجال الارتباط في تجارة أو معاملة، ولا يزهد في الكلمة الطيبة الصغيرة في السوق وعند الشراء، أو في الحدائق عند الاسترخاء، أو في المسجد بعد الصلوات، أو عند التعارف مع الغير في السفرات والخلوات، وأشباه ذلك مما قد ييسره الله، والموفق السعيد من وفقه الله لكلمة الخير التي تنتشر في الآفاق فيكتب الله له أجرها وأجر من يعمل بها إلى ما يشاء الله، والله على كل شيء قدير .

المصدر / مدونة دكتور أبومروان بتصرف

الأحد، 3 أكتوبر 2010

برنامج القرآن في حياتهم مع الشيخ محمد حسان

برنامج القرآن في حياتهم مع الشيخ محمد حسان



حلقة من برنامج اقرآن في حياتهم الذي يذاع على قناة الفجر الفضائية ويقدمه الشيخ وجدي العزاوي .

وهذه الحلقة استضاف فيها الشيخ محمد حسان .

يمكنكم تحميل الحلقة من هذه الروابط مباشرة .



أو

الجمعة، 1 أكتوبر 2010

لماذا أقرأ ؟

لماذا أقرأ ؟


البرنامج الرائع خواطر شاب في موسمه الثاني الذي يقدمه الإعلامي الرائع أحمد الشقيري وفي هذه الحلقة يتحدث عن القراءة وأهميتها وهي بعنوان لماذا أقرأ ؟

يمنكم المشاهدة والتحميل من هنا